للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذنوب والآثام، وأن يتهيّأوا بعد الثلاثة أيام للخروج إلى الصحراء للدعاء برفع الطاعون، والوباء عنهم، ثم خرج في رابعه العلم البلقيني قاضي القضاة، والسيد الشريف ابن (١) عربان كاتب السرّ، وجمع كثير من بياض الناس وعوامّهم إلى الصحراء بقرب تربة الظاهر برقوق. وقام العلم البلقيني في الناس / ٦٢٣ / واعظا في عمل الميعاد، فضجّ الناس وبكوا وهم يدعون ويتضرّعون إلى قبيل الزوال، ثم انصرفوا، فزادت عدّة الأموات عمّا كانت وبلغت ثلاثماية نفر يرد اسمهم الديوان بخلاف من لا يرد اسمه، فذهل الناس وكثرت الأراجيف بشدّة الطاعون وأنه سيرتدّ لا سيما وقد ترادفت الأخبار تساقط الأطيار من الهواء وموتها، وبدخول الوحوش موتى في البراري ووجود التماسيح والأسماك ببحر النيل والبرك ميّتة طافية على الماء (٢).

[وصول قائد ابن قرا يوسف]

وفيه وصل قاصد اسكندر بن قرا يوسف يخبر بأنه حارب شاه رخ، وأنه عاد إلى بلاده، وأنّ قرا يوسف رجع إلى تبريز وفي قصده إذا انفصل الشتاء أن يمشي على قرايلك لمكارة صدرت منه في حقّه (٣).

[وصول رسول ملك الروم]

وفيه وصل رسول ملك الروم مراد بن عثمان بكتابه يخبر فيه بأنه هادن الفرنج ثلاث سنين. ووصل كتاب قرايلك صاحب آمد أيضا السلطان بالاعتذار عن ولده هابيل، فلم يجب (٤).

[تزايد الموتى]

وفيه بلغت عدّة الموتى إلى زيادة عن الألف.

وفيه وقع الموت الوجيء وشنّع بالناس سريعا عاجلا بالطاعون والنزلات المنحدرة من الدماغ إلى الصدر، فصار الإنسان يموت في وقته من غير تقدّم مرض في أقلّ من ساعة، وكثر في الأطفال والعبيد والإماء، وشنّع بالقلعة في المماليك السلطانية بالطباق، فصار يموت منهم في كل يوم زيادة على خمسين نفرا، وعمّ الوباء إقليم مصر، وقلّ وجود حمّالين (٥) الموتى والغسّال وحفّار القبور، حتى صاروا يحفروا (٦) حفرة كبيرة


(١) في الأصل: «بن».
(٢) خبر الطاعون في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٢١، ٨٢٢، وإنباء الغمر ٣/ ٤٣٧ - ٤٣٩، ونزهة النفوس ٣/ ١٨٣ و ١٨٤، ووجيز الكلام ٢/ ٥٠٧، وبدائع الزهور ٢/ ١٢٨، وأخبار الدول ٢/ ٣٠٨.
(٣) خبر القاصد في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٢٣، والنجوم الزاهرة ١٤/ ٣٣٨، ونزهة النفوس ٣/ ١٨٤.
(٤) خبر الرسول في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٢٣.
(٥) الصواب: «حمّال».
(٦) الصواب: «يحفرون».

<<  <  ج: ص:  >  >>