للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاهرة إلى جهة آمد، وهي السفرة المشهورة التي صارت تاريخا إلى يومنا هذا، وكان لخروجه يوما مشهودا، وعبّأ أطلابه وكانت حافلة، واستصحب معه الخليفة المعتضد بالله داود، وقضاء القضاة الأربعة وأمراء الدولة والمباشرون (١)، بعد أن قرّر في نيابة الغيبة تغري برمش التركماني أحمد مقدّمي الألوف، وأمره بسكن باب السلسلة، وجعل بالقلعة ولده الجمال يوسف الذي تسلطن بعده ولقّب بالعزيز، والطواشي خشقدم الزمام، وتنبك البرد بكي الذي ولي الإسكندرية فيما بعد. / ٦٥٢ / وكان نائب القلعة، وجعل بالقاهرة أقبغا التمرازي أمير مجلس، وقرّر في إمرة الحاج إينال الششماني، وأقام الصاحب كريم الدين ابن (٢) كاتب المناخ بالقاهرة أيضا.

وأقام السلطان بالريدانية إلى ثاني يوم، ورحل، وعدّت من النوادر كونه يرحل السلطان ثاني يوم خروجه من القاهرة. ثم كان له ما سنذكره (٣).

[شوال]

[دخول السلطان غزّة]

وفي شوّال، في أول يوم منه، وصل السلطان إلى غزّة فدخلها، وذلك بعد أن خرج إليه نائبها، وكان إذ ذاك إينال العلائي الأجرود الذي تسلطن بعد ذلك. وكان للسلطان حين دخوله غزّة وقتا حافلا (٤)، ثم سار منها بعد ثلاثة أيام غير يوم دخوله، ووصل النجّاب بذلك إلى القاهرة، ونودي بالأمان ورفع المظالم من رمايات وغيرها (٥).

[مقتل تاجر بسوق الحاجب]

وفيه دخل إنسان مكدّيّ إلى سوق الحاجب، فسأل، فقال تاجر له: «يفتح الله» فخطف من يد التاجر أوراق حساب كانت في يده وفرّ بها، فتبعه التاجر وضربه بيديه، فتناول سكينا من جزّار خطفها (٦) منه وضرب بها التاجر فسقط ميتا في الحال، وأظهر السائل التجانن، فحمل إلى البيمارستان، وذهب دم التاجر هدرا (٧).


(١) الصواب: «والمباشرين».
(٢) في الأصل: «بن».
(٣) خبر السفر في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٩٠، ٨٩١، وإنباء الغمر ٣/ ٤٩٢ وما بعدها، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٧ - ٩، وحوليات دمشقية ٥٩، ونزهة النفوس ٣/ ٢٥٨، ٢٥٩، ووجيز الكلام ٣/ ٥٢٤، ٥٢٥، وبدائع الزهور ٢/ ١٤٦، والدرّ المنتخب ١ / ورقة ١٩٦ ب.
(٤) الصواب: «وقت حافل».
(٥) خبر غزّة في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٨٩١، وإنباء الغمر ٣/ ٤٩٣، والنجوم الزاهرة ١٥/ ١٠، وحوليات دمشقية ٦١، ونزهة النفوس ٣/ ٢٥٩، وبدائع الزهور ٢/ ١٤٧.
(٦) في الأصل: «حفطفها».
(٧) خبر التاجر في: إنباء الغمر ٣/ ٥٠٠، وبدائع الزهور ٢/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>