للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيف أرعد النصرانيّ، ومع المكاتبة هدية ما بين ذهب وزباد (١) وغير ذلك. وفي مكاتبته التودّد والوصيّة بإخوانه من النصارى بهذه البلاد، والالتماس من السلطان أن يأمر البطرك الذي بالقاهرة أن يعيّن لهم بطركا، فإنّ البطرك الذي كان عندهم من قبله قد هلك. فعيّن البطرك إنسانا يقال له ميخائيل، وبعثه مع قاصد من جهته يقال له صدقة، وعلى يده تقليد ميخائيل المذكور بعد أن حضر عندهما جماعة من نصارى الحبشة، وذكروا لهما أنهم مقيمون بدير، فنزل عليهم قطّاع الطريق وقتلوا منهم ثلاثة، وفرّ من بقي، وسألوا أن يرمّم كنيسة لهم كانت قديمة بقرى بساتين الوزير من الضواحي، كان أهلها قد تركوها من أجل كونها خرابا. فرفع البطركان قصّة للسلطان، فأذن بذلك. ورجع الأمر فيه إلى القاضي الحنفي، فعيّن ذلك على بعض نوابه، وأنها تعاد بأنقاضها من غير زيادة على ذلك (٢).

وكان لهذه الكنيسة قصة بعد هذا التاريخ لعلّنا نذكرها.

[كثرة الموتى بوباء حماه]

وفيه فحش الوباء بحماه، وشنّع الموتان فيها حتى تجاوز عدّة من يموت بها على الثلاثمائة إنسان، وما عهد مثل ذلك بحماه في الموت من هذه الأزمنة (٣).

[إهانة ابن سالم]

وفيه طلب السلطان نور الدين عليّ بن سالم أحد نواب الحكم الشافعية، وكان قد رفع بعضهم بشكواه إلى السلطان في حكم حكم به، فسأله السلطان عن الشهود: لم لم يكتبوا أسماؤهم (٤) في الحكم؟ فأجاب بأنه ليس بشرط. فتغيّظ منه، وأمر به، فبطح وضرب، وعرّي رأسه، وأهين إهانة كبيرة، فخرج وهو مكسور الخاطر، فما كان إلاّ اليسير حتى وعك السلطان وتمادى به ذاك حتى مات.

/ ٥ / وكان الناس قد علموا أنه ظلم ابن (٥) سالم هذا، وتألّموا عليه (٦).

[جمادى الآخر]

[نظارة الجيش وكتابة السرّ بدمشق]

وفي جماد الآخر كتب بنقل الجمال يوسف بن الصفيّ كاتب سرّ دمشق إلى ناظر


(١) السلوك ج ٤ ق ٢/ ١٠٢٤.
(٢) خبر الهدية في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ١٠٢٤، وإنباء الغمر ٤/ ٦٩، ونزهة النفوس ٣، ٣٩٨.
(٣) خبر وباء حماه في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ١٠٢٤، وإنباء الغمر ٤/ ٧٠، ونزهة النفوس ٣/ ٣٩٨، وشذرات الذهب ٧/ ٢٣٧.
(٤) الصواب: «أسماءهم».
(٥) في الأصل: «بن».
(٦) خبر الإهانة في: إنباء الغمر ٤/ ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>