للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلع العزيز يوسف وسلطنة جقمق]

وفيه - في يوم الأربعاء تاسع عشره - (كانت مبايعة الأتابك جقمق العلائي) (١) نظام الملك بالسلطنة وخلع العزيز يوسف، فاستدعي فيه الخليفة والقضاء وجميع الأمراء وأرباب الدولة إلى الحرّاقة بالإصطبل وادّعى عدم (٢) أهلية العزيز للسلطنة لأنه لا يحسن التصرّف. وكان قرقماس هو الذي بدأ بالكلام وقال: إنّ أحوال الناس ضائعة، وإنّ الأمراء اجتمع رأيهم على إقامة الأتابك، فأجابوا إلى ذلك بعد أن خلع العزيز.

وكانت مدّته كعدد حروف العزيز أربعة وتسعون (٣) يوما، وسجن ببعض دور القلعة، ورتّب له ما يقوم به وبمن عنده من جواري وخدم.

ثم بايع الخليفة الأتابك، وتبعه قرقماس (والناس) (٤) بعدهما، ولقّب بالظاهر، وكني أبا سعيد، وقام فأفيض عليه شعار الملك، وتقلّد بالسيف، وخرج من مبيت الحرّاقة ملكا سلطانا وقد تهيّأ العسكر بالشاش والقماش، وأحضر فرس النوبة فأركب السلطان عليه، وسار وهم معه مشاة بين يديه حتى أوصلوه للقصر فأنزل به ورفعوه إلى تخت الملك فجلس عليه، وقام الكلّ بين يديه بعد أن حمل قرقماس القبّة والطير على رأسه. وقد تعيّن للأتابكية، وهو الساعي في جميع هذه القضية، وكان فيها كالباحث عن حتفه بظلفه، كما ستعرف ذلك.

وكان الباقي من شروق الشمس نحوا من ثلاثين درجة.

وخلع على قرقماس وعلى الخليفة على العادة، ونزلا بالمراكيب السلطانية، ونودي بشوارع القاهرة بسلطنة الظاهر والدعاء له.

[القبض على الطواشي جوهر الزمام]

وفيه قبض على الطواشي جوهر الزمام اللالا وهو مريض، فسجن بالبرج من القلعة، وقرّر عوضه فيروز الساقي، وكان معطّلاّ بداره يترقّب موت الأشرف / ٢٧ / ففرح وما تمّ فرحه، فإنه بعد قليل نسب إلى التقصير في كائنة، فضرب الضرب، فصرف، على


(١) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر.
(٢) في الأصل: «هدم».
(٣) الصواب: «أربعة وتسعين».
(٤) كتبت فوق السطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>