للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خروج حسن قجا من الطاعة]

وفيه ورد الخبر بأنّ حسن قجا أخو (١) تغري برمش وهو نائب ملطية خرج عن الطاعة أيضا موافقة لأخيه.

[إثارة جانبك المحمودي الشرور بالقاهرة]

وفيه عاد جانبك المحمودي الذي توجّه لتقليد قانباي الحمزاوي بنيابة طرابلس، وما تمكّن من الوصول إليها، فعاد من الرملة، وأثار بالقاهرة شرورا ما عنها مزيد، وزعم أنه ظفر بكتب جماعة من الأمراء وغيرهم بموافقة المخامرين بالشام، وأخذ من حينئذ يتحشّر عند السلطان ويداخله حتى كان من قبضه ما سنذكره (٢).

[فقد العزيز يوسف من سكنه بالقلعة]

وفيه عملت الخدمة بالقصر إلى سلخه، ثم انفضّ الموكب، وإذا بالخبر ورد على السلطان بأنّ العزيز فقد من سكنه بالقلعة، فقامت قيامة الظاهر وقلق وفزع واشتدّ قلقه واضطرابه، فبعث في الحال باستدعاء الأمراء والمباشرين، وزاد الاضطراب سيما وذلك ليلة عيد.

وكان العزيز قد كثر خوفه لما يوحى إليه من الأمور التي منها أنه يتلف ونحوا (٣) من ذلك، فأعمل النظر في الحيلة في هربه حتى نقب له طبّاخ يقال له إبراهيم من المطبخ السلطاني، وبحث جواريه وخدّامه من قاعة نقبا يحاذي نقب الطبّاخ حتى انفتح وفرّ منه هو وطواش له، بعد أن غيّروا زيّه إلى زيّ صبيان المطبخ، وحمّلوه إناء من الطعام في وقت من العشاءين ونزلوا به، فتلقّاه طوغان الأشرفيّ أحد الزّردكاشيّة، وأزدمر من المماليك في آخرين أغمارا (٤) لا رأي لهم، وكان ظنّه أنه إذا نزل ثاروا معه وقاموا في الحال للقتال أو الخروج به إلى الشام. فلما لم ظهر (٥) ما في ظنّه أراد العود إلى محلّه، ولو فعل لكان أنسب. وقام طوغان بسوء تدبيره في منعه من التوجّه إلى الشام، وأشار عليه بأن يختفي أياما حتى يتوجّه / ٣٨ / هو إلى الصعيد ويحضر بالمماليك الأشرفية الذين خرجوا لقتال هوّارة، وذكر له أنهم سبع مائة نفر ثم خرج من ليلته لنحو الصعيد. وكان من أمر القبض عليه وقتله ما سنذكره.

واختفى العزيز مع طواشيّه ومملوكه أزدمر وطبّاخه إبراهيم (٦)، وصار ينتقل من


(١) الصواب: «أخا».
(٢) خبر الإثارة في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١١١٦، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٢٩٤، ٢٩٥، ونزهة النفوس ٤/ ٧٦.
(٣) الصواب: «ونحو».
(٤) الصواب: «أغمار».
(٥) كذا. والصواب: «لم يظهر».
(٦) في الأصل: «إبراهيم».

<<  <  ج: ص:  >  >>