للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حوادث] سنة ثلاث وخمسين وثمانماية

[محرّم]

[ضرب عنق الكيماوي العجمي]

في محرّم ضربت عنق السيد الشريف، أسد الدين محمد الكيماوي (١)، العجميّ.

وكان قد قدم القاهرة من بلاده بعد أن جال الكثير من البلاد، وأكرمه الملوك لمكان سيادته وشرفه، فادّعى معرفة الكيمياء. وأوصله البعض إلى السلطان، وأخذ في أسباب عمل الصنعة، وأتلف على الظاهر جملة من المال، فحقد عليه ذلك، وصار كثير التلفّت إلى إتلافه حنقا منه.

ولما علم ذلك جماعة وأحسّوه من السلطان، وكانوا ممّن لا يخاف الله تعالى، أخذوا في التمالي عليه، ونسبوا إليه أشياء الله أعلم بها.

وآل الأمر فيها إلى إثبات كفره بطريق الزندقة والإلحاد على بعض نواب المالكي.

وفوّض السلطان إليه في ذلك بعد امتناع البدر التنسي قاضي قضاة المالكية من ذلك وبعد الحنق عليه من السلطان، ثم ضربت عنقه. وأنكر الكثير من الناس قتله.

ولم يزل العلاّمة الشمس الشروانيّ سالما لذلك ومنه، مصرّحا بإنكاره والحطّ على من حكم به، لا سيما وهو عضو من أعضاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وغريب البلاد.

وتشاءم (٢) الناس بقتله، وأنّ الطاعون أخذ في الظهور من حينئذ، ثم تزايد، وظهر الغلاء والشراقي، وأشياء أخر.

[حنق السلطان من ناظر القدس]

وفيه حنق السلطان من الأمير عبد الرحمن بن الدّيري، ناظر القدس، وأمر بعد بهدلته بأن يجعل في عنقه السلسلة من الحديد، لولا التلطّف به (٣).


(١) انظر عن (الكيماوي) في: وجيز الكلام ٢/ ٦٤٣ رقم ١٤٧٥، والضوء اللامع ١١/ ١٥٢، والتبر المسبوك ٢٥٤، وحوادث الدهور ١/ ١٧٣ و ١٨٣ و ١٨٤ و ١٨٥ و ٢٠٠ و ٢٠١، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣٨٨.
(٢) في الأصل: «وتشام».
(٣) خبر حنق السلطان في: حوادث الدهور ١/ ٢٠٠، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣٨٨، ٣٨٩، والتبر المسبوك ٢٥٥، وبدائع الزهور ٢/ ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>