للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئا كثيرا ما بين مماليك وخيول وأواني صيني وأمتعة، وغير ذلك، فاستولى السلطان على الجميع. وأخذ الأنصاري في تتبّع آثار النحاس وكشف سرائره، لا سيما وكان صاحبه، ويعرف جميع ماله، حتى لم يدع له ما قلّ ولا جلّ غالبا، مع تحسينه للسلطان بأنّ هذا متاعه وحلال له، إذ لا مال للنحّاس. ونبه الأنصاريّ في عين السلطان من حينئذ حتى كان سببا لترقّيه، ووصوله إلى ما ستعرفه.

وتوالت الأنكاد والمحن على النحّاس حتى آل لما سنذكره (١).

[جمادى الآخر]

[الاستيلاء على حواصل ابن النحاس]

وفي جماد الآخر كان فتح حواصل النحاس والاستيلاء عليها وضبط موجوده، فكان زيادة على الخمسين ألف دينار.

وكان هو يفتخر فيما بعد فنذكر أنّ موجوده أضعاف أضعاف ما ذكرناه.

ويذكر أنه أخذ له قرقلة (٢) كان فيها ثمانين (٣) ألف دينار. والظاهر أنّ ذلك من تهوّره وكذبه (٤).

[تولية الشرف الشرف الأنصاري وظائف ابن النحاس]

وفيه خلع على الشرف الأنصاري في استقراره في جميع ما كان بيد النحاس من الوظائف، كالوكالة، ونظر الكسوة، والبيمارستان، والجوالي، وغير ذلك (٥).

[الخوف على حلب من صاحب أذربيجان]

وفيه ورد الخبر من جهة البلاد الحلبية بأنّ جهان شاه صاحب أذربيجان قصد المشي (٦) على جهان كير صاحب ديار بكر، وأنه يختشى من تطرّقه إلى بلاد حلب، ولا عسكر بها، فبرز الأمر السلطاني بخروج العساكر الشامية إلى أطراف المملكة الحلبية لحفظها (٧).


(١) خبر النكبة في: حوادث الدهور ١/ ٢٧١، ٢٧٢، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٤١٥ - ٤١٧، ووجيز الكلام ٢/ ٦٤٧، ٦٤٨، وبدائع الزهور ٢/ ٢٧٩، ٢٨٠.
(٢) في الأصل: «قرطلة». والتصحيح من حوادث الدهور. و «قرقلة»: جمع قرقل، وهي نوع من الدروع المتّخذة من صفائح الحديد المغشّاة بالديباج الأحمر والأصفر.
(٣) الصواب: «ثمانون».
(٤) خبر الاستيلاء في: حوادث الدهور ١/ ٢٧٣، ٢٧٤، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٤١٧، وبدائع الزهور ٢/ ٢٨٠.
(٥) خبر تولية الشرف في: حوادث الدهور ١/ ٢٧٥، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٤١٧، والتبر المسبوك ٣١٩.
(٦) في حوادث الدهور: «قصد يشتي».
(٧) خبر الخوف على حلب في: حوادث الدهور ١/ ٢٧٤، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٤٢٠، وبدائع الزهور ٢/ ٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>