للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ارتفاع سعر الذهب]

وفيه ارتفع سعر الذهب، حتى بلغ الدينار الأشرفي ثلاثمائة وسبعين درهما فلوسا (١).

[صفر]

[مرض جلبان نائب الشام ووفاته]

[٢٣٧٠]- وفي صفر أرجف بموت جلبان (٢) نائب الشام، وبلغه ذلك وقد قرب فراغ أجله وهو يؤمّل البقاء، فتقدّم أمره بإقامة الموكب بالإصطبل تجاه دار السعادة، وحضر الأمراء لذلك. ثم خرج جلبان من مكان تمرّضه من دار السعادة ماشيا مورّيا بمرضه، مظهرا الجلادة، وجلس في إيوان الأصطبل وهو في غاية الوعك، بل وأغمي عليه، فأخذه اضطراب، واعتذر إلى الأمراء بأنه متغيّر المزاج فقط، وأنه طيّب بخير وعافية، ثم انفضّ الموكب.

ومات جلبان من غد هذا اليوم.

ووصل خبره إلى القاهرة بعد ذلك. ثم وصل يشبك قلق الحاجب الثاني بسيفه إلى السلطان، فأظهر التأسّف عليه، وأخذ يثني عليه ويترحّم، ويذكر وجهاته وتقدّمه. وحمد السلطان على ذلك.

وكان جلبان هذا مختلف (٣) في جنسه، فيقال: جركسيّ. وأظنّه الأصحّ. ويقال: إنه مسلم الأصل غير جركسيّ الجنس، وهو من أتباع المؤيّد شيخ، وكان خصّيصا به، وتنقّل في عدّة ولايات، منها: حماه، وطرابلس، وحلب، ودمشق، وطالت أيامه في السعادة، وبعده نيابته (على) (٤) دمشق لسياسته وعقله ومعرفته بأمور دنياه وحركته، مع سكون وتواضع وخير وعفّة.


(١) خبر سعر الذهب في: حوادث الدهور ٢/ ٥١٧، وبدائع الزهور ٢/ ٣٢٢.
(٢) انظر عن (جلبان) في: المنهل الصافي ٥/ ١٠ - ١٢، والدليل الشافي ١/ ٢٤٨، ٢٤٩ رقم ٨٥٤، وحوادث الدهور ٢/ ٥٥٠ - ٥٥٢ رقم ٣، والنجوم الزاهرة ١٦/ ١٧٤، ومنتخبات من حوادث الدهور ٣٦٢، وفيه وفاته في سنة ٨٥٨ هـ‍، والضوء اللامع ٣/ ٧٧، ٧٨ رقم ٣٠٢، ووجيز الكلام ٢/ ٦٩٥ رقم ١٥٩٨، وحوادث الزمان ١/ ١٣٢ رقم ١١٢، وبدائع الزهور ٢/ ٣٢٢، ٣٢٣، وإعلام الورى ٥٣، وتاريخ طرابلس ٢/ ٥٠ و ٦١٢، ووقفيّة برج الأمير جلبان، كتبت على رقّ غزال، بدار الكتب الظاهرية، رقم ٤٨٣٨ عام. وله ذكر في: إنباء الغمر ٣/ ٦٥، والسلوك ج ٤ ق ٣/ ١١١٥، ونزهة النفوس ٤/ ٦٧.
(٣) الصواب: «مختلفا».
(٤) كتبت فوق السطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>