للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خسوف القمر]

وفيه خسف القمر كلّه واسودّ جرمه، وأظلم الجوّ جدا، وكان من نوادر الخسوفات، وأخذ الناس يلهجون بزوال السلطان (١).

[التحرّك لخلع السلطان]

وفيه، في يوم الجمعة، سابع عشره، كان بداية الحركة لنكبة السلطان المؤيّد وخلعه. وكان هو قد أمر نقيب الجيش في آخر هذا النهار بأن يدور على الأمراء بأن يبيتوا على صعودهم إلى القلعة في الغد واجتماعهم بالحوش وما عرف ما السبب الداعي إلى ذلك، فأخذ الأمراء حذرهم وأرابهم ذلك، وبادروا بالركوب إلى بعضهم البعض، ثم لم يشكّوا في أنّ قصد السلطان الإيقاع بهم إذا اجتمعوا، وكثر القيل في ذلك والقال والقلق والاضطراب. وكان ذلك ذريعة لتحرك كل أحد وانتهاز الفرصة. وتحرّكت الكمائن، وأخذ الجند في تحريض بعضهم البعض، وداموا في القلق إلى أن دخل الليل، فثار جماعة من الظاهرية وداروا على بعضهم البعض، وأبرموا أمر القيام على السلطان. ثم داروا على غير طوائفهم أيضا للاستمالة، وداموا على ذلك ليلتهم كلها (٢).

[خلع السلطان المؤيّد]

وفيه في غد هذه الليلة، وهو يوم السبت، ثامن عشره، كان خلع المؤيّد من الملك (٣) ونكبته والقيام عليه / ١٣٩ أ / بعد أمور مطوّلة يطول الشرح في ذكرها قد ذكرناها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (٤)، وملخّص ذلك أنّ الجند بكّروا بالركوب في بكرة هذا اليوم وصاروا فرقا، وقصدوا دور الأمراء وصاروا يدخلون إلى الأمير منهم فيركبونه شاء أو أبا (٥) ويحضروه (٦) إلى دار قوصون وبها الأتابك خشقدم، وهي محلّ سكنه، وأحضروا برد بك صهر السلطان في الغلس بعد أن بهدلوه، وجرت عليه منهم ما لا خير فيه، وكثر جموع من ركب من طوائف العسكر ما بين ناصرية، ومؤيّدية، وأشرفية، وظاهرية، وسيفية، ومن سائر الطوائف، وكثر الهرج، واتّسع الخرق، وشاعت الفتنة


(١) خبر الخسوف في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٣١، والروض الباسم، ورقة ١١ أ، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٦، وإعلا الورى ٥٩.
(٢) خبر التحرّك في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٣٣، والروض الباسم، ورقة ١١ أ، ب، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٦، وإعلام الورى ٥٨، ٥٩.
(٣) خبر خلع السلطان في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٣٣ - ٢٣٧، والروض الباسم، ورقة ١١ ب - ١٢ ب، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٦ و ٣٧٨، وإعلام الورى ٦١.
(٤) ج ٢ / ورقة ١١ ب - ١٢ ب.
(٥) الصواب: «أبى».
(٦) الصواب: «ويحضرونه».

<<  <  ج: ص:  >  >>