للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة خمس وخمسين وسبعماية]

[محرّم]

[قدوم الحاجّ]

في محرّم منها، في ثاني عشره، قدم الحاجّ، فكان هذا من النوادر التي ما اتّفقت قبل ذلك للحاجّ فيما سلف، وهلك من المشاة جماعة كثيرة. واستقدم الشريف ثقبة مقيّدا فسجن (١).

[عود الأمراء من الصعيد]

وفيه وصل شيخو من بلاد الصعيد بمن معه من الأمراء والعساكر، بعد أن نظّف تلك النواحي والبلاد، لا سيما محمد بن واصل أمير عربان العرك الذي يقال له الأحدب، جدّ هؤلاء الموجودين الآن. كني بالأحدب، وما كان أحدبا، بل كان أقفصا (٢) يعرف بالأحدب. وكان قد حصل منه ومن غيره من العربان بعد موت الناصر محمد بن قلاون الفتن الكثيرة التي لا توصف ولا تحدّ، حتى طهّر الله تعالى البلاد منهم بشيخو، وخرج إليهم كما تقدّم في العام الماضي وعمل فيها البطيط (٣)، وكان معه عدّة من الأمراء الألوف وغيرهم.

وأظنّ أنّ في هذه المرة كانت إقامة عمر جدّ بني عمر أمراء هوّارة الآن بتلك البلاد، فإنّ شيخو هو أصل إقامتهم هناك.

وكان قد عزم السلطان في الحال على السفر بعد الأمراء، بل وعدّى الجيزة، وسار إلى جهة الفيّوم.

وكانت هذه التجريدة تجريدة هائلة يطول الشرح في ذكرها، وما اتفق لها مع أحد، وما فعل بالعرب ما فعل فيها شيخو إلى وراء العقبة، وآلت إلى استئصال العرب، وإمرة الترك، وعود شيخو.


(١) السلوك ج ٢ ق ٣/ ٩٠٧.
(٢) في الأصل: «القضا».
(٣) كلمة غير واضحة، لعلّها: «القتل».

<<  <  ج: ص:  >  >>