للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سببا للفتنة. ومن جملة ما قاله: «عجلت بالأضحية على الناس».

وكان ذلك في أواخر هذا الشهر قبل ذي حجّة بقليل، فرجف فؤاد المؤمني، ومرض عقيب ذلك حتى مات في أول الآتية، كما سنذكره. ونادى السلطان الناس بالأمان، وأفرج عن جماعة كانوا قد أخذوا في هذه الكائنة وسجنوا. وكان الناس قد أصبحوا على تخوّف شديد لما مرّ بهم في عشيّتهم وفي ليلتهم (١).

[حادثة كبير تجّار الكارمية]

وفيه وقعت حادثة شنيعة أيضا، وهي أنّ كبير التجّار الكارميّة (٢) ناصر الدين محمد بن مسلّم كان قد خرج إلى قوص لمتاجر وصلت إليه من الهند، فأشاع ولد له عنه أنه مات، وعمل عزاءه، واجتمع بالسلطان، ووعده بحمل خمسين ألف دينار ليقرّره عوض أبيه في الأحجار، وحمل من ذلك مبلغا وافرا. وبينا هو في أثناء ذلك إذ وردت مكاتبة أبيه في بعض شونه، فتحقّق حياته. ثم حضر واجتمع بأهل الدولة، فاعتذروا إليه بما ألقاه ولده، ورسم السلطان بأن يعيد له ما حمل ولده في نظير ما يرد له من البضايع، ويحاسب به ممّا عليه، وخلع عليه بإعادته على عادته (٣).

[مقتل قشتمر نائب حلب]

[٣٧١][وفيه] كانت كائنة ببلاد حماه قتل فيها قشتمر نائب حلب وولده وعدّة من عسكره على يد حيار أمير آل مهنّا / ٨٨ ب / وولده نعير (٤).

[ذو الحجّة]

[مهاجمة الفرنج الإسكندرية]

وفي ذي حجّة وصل الخبر بأنّ عدّة طوائف من الفرنج وردت ساحل الإسكندرية، ورموا على المدينة منجنيق (٥)، فعيّن السلطان الأمراء واستحثّهم على الخروج خوفا أن يجري على الإسكندرية كما جرى عليها في نوبة «ربير بطرس»، متملّك قبرس. فخرج في الليلة المقبلة من يوم ورود هذا الخبر ثلاثة من الأمراء


(١) الذيل على العبر للعراقي ١/ ٢٧٧، والسلوك ج ٣ ق ١/ ١٧٣، ١٧٤، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٥٠، ووجيز الكلام ١/ ١٧١، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٨٥.
(٢) في الأصل: «الكارمة».
(٣) السلوك ج ٣ ق ١/ ١٧٤، ١٧٥، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٩٠.
(٤) السلوك ج ٣ ق ١/ ١٧٥، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٥٠، ٣٥١، والدرر الكامنة ٣/ ٢٤٩ رقم ٦٣٤ وفيه وفاته سنة ٧٧٥ نقلا عن تاريخ صفد للعثماني، وتذكرة النبيه ٣/ ٣٣٤، ٣٣٥، والنجوم الزاهرة ١١/ ١٠٦، ١٠٧، ووجيز الكلام ١/ ١٧٢ رقم ٣٤٩، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٨٦.
(٥) الصواب: «منجنيقا».

<<  <  ج: ص:  >  >>