للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعجبه إلى الغاية، ثم انتقلت إلى الكلام على طريقة أهل الهندسة والمساحة، فدعا لي، ثم حضرت بعض دروسه، وأجازني في سنة ٨٦٦ هـ‍» (١).

وتناقش مرة مع شخص حول البيت:

ما كل ما يتمنّى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

فقال: إنّ الصحيح: «بما لا يشتهي السفن» (٢)، (بفتح السين المهملة وكسر الفاء).

ورغم ميل المؤلّف إلى الشعر ونظمه فإنه لم يكن بذاك المتمكّن من اللغة والنحو والصرف جيدا، فكتابته لا تخلو من الأخطاء والأغلاط اللّغوية والنحوية، وفي بعض الأحيان يستخدم ألفاظا عامّية، وفي أحيان أخرى يكتب كلمات بغير القواعد المتعارف عليها. وهذا يظهر واضحا في كتاب «الروض الباسم» الذي وصلنا قسم كبير منه بخطّه، أما كتابه «نيل الأمل» الذي بين أيدينا فلا يمكن أن يؤكد أو ينفي الحقائق التي نشير إليها، لأن النسخة الوحيدة التي وصلتنا هي نسخة منقولة عن أصل المؤلّف، ووزر الأغلاط يتحمّلها الناسخ.

أمّا نظمه للشعر فلا يرقى إلى مستوى الجيّد، بل هو شعر تقليديّ بحدود الوسط، ومنه رثاؤه لماهر بن عبد الله بن نجم بن عوض الأنصاري، المقدسي، القاهري، الشافعيّ عند وفاته في سنة ٨٦٧ هـ‍. فقال: ولما بلغني موته أنشدت في ذلك من غير تدوين بل على البديهة ارتجالا بحسب الحال هذه الأبيات:

أحييت بالعلم رسما ... قد كان قبلك داثر

وقد تمهّرت فيه ... فطابق الاسم ماهر

وزدته بصلاح ... لكم وخير المآثر

ودمت دهرا معينا ... للناس نفعك ظاهر

والآن غيّبت عنّا ... وصرت رهن المقابر

في أبيات أخرى (٣).

وله في مدح سلطان غرناطة أبي الحسن علي بن أبي النصر المعروف بابن الأحمر سنة ٨٧٠ هـ‍. قصيدة مطوّلة، أولها:

إلى أبي الحسن الأعناق تنخضع ... وعند سدّته الأملاك تتّضع

ومن شجاعته الأبطال قد فرقوا ... ومنه أفئدة الأعداء تنخلع (٤)


(١) الروض الباسم ٢ / ورقة ١١ أ.
(٢) الروض الباسم ١ / ورقة ٢٠، و ٢١.
(٣) الروض الباسم ٢ / ورقة ٧٠ ب.
(٤) الروض الباسم ٣ / ورقة ١٠٨ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>