للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدّة حتى قدم هذه القدمة الثانية في سنة سبع أو ثمان وعشرين. ورتّب له الأشرف ثلاثة آلاف درهم في الشهر يأكلها طرخانا (١)، مع لحم وعليق وغير ذلك. ووعده بالجميل، ودام بداره منجمعا عن الناس لا يتردّد إلى سوى الأتابك بيبغا المظفّري (٢)، وربّما خرج معه إلى الصيد لمعرفته بالجوارح وأحوال الشكرخانه. وكان الأتابك المذكور قد رتّب له شيئا على ديوانه. ومن هنا وهم من قال إنه خدم عند الأتابك، ولم يكن ذلك كما قال. ثم بغته أجله بالقاهرة في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، ودفن بالقرافة بتربة والد زوجته أسندمر الشيخي (٣)، والدة الوالد السّت عائشة» (٤).

- والد المؤلّف

ووضع المؤلّف - رحمه الله - ترجمة مطوّلة لوالده، فقال:

«خليل بن شاهين الشيخي، الصفوي، الظاهري، المقدسيّ المولد، القاهريّ، الحنفيّ، الأمير، الوزير، الصاحب، غرس الدين، أبو الصفا، المعروف بنائب الإسكندرية، سيّدنا ومولانا وشيخنا، الوالد تغمّده الله تعالى برحمته ورضوانه وأباحه بحبوحة جنّاته.

ولد بالقدس الشريف بالمدرسة الخاتونية (٥) في يوم الجمعة حادي أو ثالث عشر


(١) طرخان: لقب أطلقه المغول باديء الأمر على كبير الضبّاط أو الأمير ممن كان الخان الأعظم - الملك - يمنحهم امتيازات خاصة كالإعفاء من الضرائب والدخول عليه بدون إذن. تحوّل هذا المدلول ليصبح عند المماليك لقبا لكلّ من تقدّمت بهم السنّ في الوظيفة، ولم يعد يطلب منهم القيام بأيّ عمل آخر، وأصبح واحدهم في حكم المتقاعد أو المحال على المعاش في أيامنا. (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية - مصطفى عبد الكريم الخطيب - طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت ١٤١٦ هـ‍ / ١٩٩٦ م ص ٣٠٥).
(٢) توفي سنة ٨٣٣ هـ‍. (الضوء اللامع ٣/ ٢٢ رقم ١٠٦).
(٣) لم أجد له ترجمة.
(٤) توفيت سنة ٨٥٧ هـ‍. وقد ضاعت ترجمتها مع القسم الضائع من كتاب: «الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم»، للمؤلّف - رحمه الله. . . أمّا ترجمة جدّ المؤلّف «شاهين» فقد وردت ضمن ترجمة والد المؤلف في: الروض الباسم - ج ٤ / ورقة ٢٢٩ ب، ٢٣٠ أ، وهي في: نيل الأمل ١ / ورقة ٦٣٧. وأورد السخاويّ له ترجمة مختصرة، وبيّض لوفاته فلم يذكر تاريخها. فقال: «شاهين الشيخي، شيخ الصفويّ، والد خليل الماضي أبي عبد الباسط. تنقّل بعد أستاذه في عدّة خدم إلى أن ولّي نظر القدس ونيابته ثم صرف عنه وأقام بالقاهرة بطّالا يتردّد لخدمة أزبك الدوادار كأمير شكار له، ولعلّه كان في خدمته. وكان شيخا طوالا، يجيد لعب الطير من الجوارح. مات؟» (الضوء اللامع ٣/ ٢٩٥ رقم ١١٣٧) و «الشكار» أو «الشكر خانة»: لفظ دارج على ألسنة الناس في العصر المملوكي، كانوا يقصدون به كيس النقود. (معجم المصطلحات. . . - ص ٢٧٥).
(٥) تنسب إلى واقفتها «أغل خاتون بنت شمس الدين بن سيف الدين القازانية البغدادية» في سنة ٧٥٥ هـ‍. =

<<  <  ج: ص:  >  >>