للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نادى بأنّ أحدا من الفقراء لا يسأل، ومن سأل شنق، وغير ذلك، فامتنعوا من التطواف لسؤآل الناس، وأوقرهم الأغنياء، صار كلّ بسمح لهم بما هو في قدر همّته، وحصل بذلك رفق عظيم، وبطلت الشناعات التي كانت بين الناس بموت الفقراء من الجوع وفشي الوباء في هذه الأيام (١).

[رمضان]

[تزايد المرض والموت]

وفي رمضان تزايد مرض الناس وموتهم، وفقدت الأقوات، واشتدّ الأمر، وبلغ عدّة من يرد اسمه ديوان الحشر زيادة على خمسماية والطرحاء كذلك. وقام الأمير محمد بن آقبغا آص، والأمير سودون الشيخوني في مواراة الطرحاء، وتبعهما جماعة، وصار من يحضر بميّت من الطرحاء يعطى درهما، فصار الناس يأتون بالأموات أفواجا أفواجا وهم يقومون بمواراتهم على أحسن ما يكون بعد أن شاهد الناس الكلاب وهي تأكل الموتى من الآدميّين الطرحاء (٢).

[وفاة الفقيه القفصي]

[٤٩١]- وفي ثالثه مات القفصيّ (٣)، المالكي، عبد الله بن عبد الرحمن.

وكان فقيها مشهورا بالعلم، منصوبا للإفتاء.

[وفاة المحدّث الحلبي]

[٤٩٢]- ومات المحدّث / ٢٠٩ / الفاضل، محمد بن محمود بن إسحاق بن أحمد بن عبد الله الحلبيّ (٤)، المقدسيّ.

سمع من ابن الخبّاز (٥)، وابن (٦) الحمويّ، وغيرهما، ولازم الصلاح العلائيّ، وغيره. وقدم دمشق، ولازم الحافظ ابن (٧) رافع، وبرع في الفنّ. وجمع «تاريخ بيت المقدس».


(١) السلوك ج ٣ ق ١/ ٢٣٥، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٤٤٧، ووجيز الكلام ١/ ٢٠٥، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ١٤٠.
(٢) خبر المرض في: الذيل على العبر ٢/ ٣٧٤، والسلوك ج ٣ ق ١/ ٢٣٥، ٢٣٦، وإنباء الغمر ١/ ٧٦، ٧٧، ووجيز الكلام ١/ ٢٠٥.
(٣) انظر عن (القفصي) في: إنباء الغمر ١/ ١٠٨، ووجيز الكلام ١/ ٢٠٩ رقم ٤٣٦.
(٤) انظر عن (الحلبي) في: إنباء الغمر ١/ ٩٩ رقم ٩٣، والدرر الكامنة ٤/ ٢٥١ رقم ٦٨٧، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٤٧١.
(٥) في الأصل: «من بن المحفار».
(٦) في الأصل: «وبن».
(٧) في الأصل: «بن».

<<  <  ج: ص:  >  >>