للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإزالة الظلم عن المسلمين، فأخذ السلطان يقول للخليفة: / ٢٦٧ / ما تقول في هذا؟ فأنكره جدّا، فحنق منه السلطان واستلّ النّمجاة وأراد أن يضرب عنقه. ثم أمر بتسمير الثلاثة. فقال له سودون النائب: متى سمّرنا الخليفة رجمتنا الناس، وآل الآمر إلى يوسف وقرط، ووقعت الشفاعة في أمرهم فسجن وسجن الخليفة بعد أن جمع السلطان القضاة واستفتاهم في جواز قتله، فما أفتاه أحد منهم، وقاموا عنه، فطلب أحمد عمّ المعتصم إبراهيم بن المستمسك بن محمد بن (١) الحاكم أحمد القرشي وبايعه بالخلافة (٢).

[خلافة الواثق بالله]

لما جرت هذه الكائنة وطلب السلطان عمّ هذا وصرّح بخلع المتوكل وقرّر عمّه في الخلافة وتلقّب بالمعتصم، ثم غيّره إلى الواثق بالله، وألبس شعار الخلافة، ونزل إلى داره على العادة، ودامت خلافته زيادة على ثلاث سنين على ما ستعرف ذلك (٣).

[إمارة عرب الشام وفتنة نعير]

[وفيه] كتب بولاية عثمان بن قاره أمير (٤) عرب الشام عوضا عن نعير، وخرج تقليده بذلك (٥).

ثم خرج بعد ذلك يلبغا الناصري نائب حلب، وكان حامل (٦) تقليد عثمان، فأوقعوا بنعير على حين غفلة وكبسوا عليه، وكانت بينهم وقعة هائلة انهزم فيها نعير ونهبت أمواله وكانت لا تعدّ، فمن جملة ما نهب له ثلاثون ألفا من الإبل، وسبى حريمه، وكانت هذه من الفتن الكبيرة ومن عظيم أسباب خراب الشام (٧).

[وفاة صاحب جزيرة ابن عمر]

[٦٤٠]- وفيه مات سيف الدين صاحب جزيرة ابن عمر، واستقرّ بعده (. . .) أخوه شمس الدين أحمد (٨).


(١) تكرّرت «بن» في الأصل.
(٢) خبر خلع المتوكل في: النفحة المسكية ٢٤٠، والسلوك ج ٣ ق ٢/ ٤٩٣، والذيل على العبر ٢/ ٥٤٤، وتاريخ ابن خلدون ٥/ ٤٧٤، ٤٧٥، ووجيز الكلام ١/ ٢٦٤، وتاريخ الخلفاء ٥٠٤، وتاريخ ابن سباط ٢/ ٧٣٢، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٣٢، ٣٣٣.
(٣) تاريخ ابن خلدون ٥/ ٤٧٥، والذيل على العبر ٢/ ٥٤٤، والسلوك ج ٣ ق ٢/ ٤٩٥، ٤٩٦، ووجيز الكلام ١/ ٢٦٤، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٣٣.
(٤) في السلوك: «قارا»، وفي الأصل: «قاره أيده».
(٥) السلوك ج ٣ ق ٢/ ٤٩٦ و ٥١٠، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٣٣٤.
(٦) الصواب: «وكان حاملا».
(٧) السلوك ج ٣ ق ٢/ ٤٨٩، وإنباء الغمر ١/ ٢٧٩.
(٨) إنباء الغمر ١/ ٢٨٠ وهو سيف الدين النجيبي. وفي الأصل كلمة لا معنى لها: «البر».

<<  <  ج: ص:  >  >>