للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعهم شريف، فأخذ الفرنج المركب في طريقهم، وعرضوا على صاحب صقلّية، فأمرهم أن يصعدوا (١) فكلّمهم الشريف على لسان ترجمانه بأنه إذا قدم عليك ابن (٢) ملك ماذا تصنع به؟

قال: أكرمه.

قال: وإن لم يكن على دينك؟

قال: نعم.

فقال له: فإني أكبر ملوك الأرض.

فقال: ومن أبوك؟

قال: علي بن أبي طالب!

فقال له الفرنجي: لم لم [تذكر] (٣) نسبك إلى محمد صلى الله عليه وسلم؟

فقال: خشيت أن تشتموه.

فقال: لا والله لا نشتمه أبدا. ثم قال للشريف: بيّن لي صدق دعواك. فأخرج رقّا معه فيه نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بتخليته ومن معه إلى حال سبيلهم وأمر بتجهيزهم وإكرامهم، ثم بلغه أن بعضا من النصارى من أجناده (٤) بال على الشريف هذا، فأمر به الشريف (٥) وشهر ببلده: هذا جزاء من يبغض الملوك ويشتمهم (٦).

وهذه من غرائب العجائب ومن بركة النبي صلى الله عليه وسلم.


(١) في الأصل: «ععدوا».
(٢) في الأصل: «بن».
(٣) إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
(٤) في الأصل: «من مصاىه على».
(٥) في الأصل: «فأمر به فأحرق».
(٦) السلوك ج ٣ ق ٢/ ٧٧٤، ٧٧٥، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٤٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>