للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[توقّف زيادة النيل]

وفيه توقّف النيل عن الزيادة، فزاد سعر الغلال، واستسقوا (١) الناس بالجوامع عقيب صلاة الجمعة (٢).

[غزوة الفرنج إلى ساحل الشام]

وفيه كانت / ٣٨٧ / غزوة بطرابلس، وصيدا، وبيروت، مع عدّة من شواني الفرنج وقراقيرهم (٣)، ممّا يزيد على ثلاثين مركبا، ونصر الله المسلمين.

وخرج نايب الشام (٤) بالنفير العام إلى طرابلس وتلك الجهات، وكانت غزوة حافلة (٥).

[صفر]

[توقّف وفاء النيل]

وفي صفر خرج شهر [مسرى] (٦) من شهور القبط [و] لم يحصل وفاء النيل، فاشتدّ جزع الناس ودخلت أيام النسيء وقد بقي من إصبعان (٧) ثم نقص النيل أربع أصابع، فزاد القلق والجزع، وخرج الجلال البلقيني من داره بحارة بهاء (٨) الدين ماشيا في [جمع] (٩) موقور إلى الجامع الأزهر للاستسقاء ومعه من الناس ما شاء الله أن يكونوا.

ثم خرج شيوخ الخوانق (١٠) وداموا في الدعاء والتضرّع إلى آخر النهار، فتراجع إصبعين من الغد ولم يحصل الوفاء.


(١) كذا. والصواب: «واستسقى».
(٢) خبر النيل في: السلوك ج ٣ ق ٣/ ١١١٣، ١١١٤.
(٣) القراقير: مفردها قرقورة أو قراق، وهي من سفن العصور الوسطى المتعدّدة الصواري والشرع، وهي كبيرة تستعمل في تموين الأسطول بالزاد والمتاع والذخيرة، ومنها ما كان يحتوي على ثلاثة ظهور ولا يخشى معها الرياح العاصفة. (البحرية في مصر الإسلام - د. سعاد ماهر ٢٦٢ و ٢٦٣).
(٤) هو: شيخ المحمودي الذي صار سلطانا فيما بعد.
(٥) خبر غزوة الفرنج في: السلوك ج ٣ ق ٣/ ١١١٤، وإنباء الغمر ٢/ ٢٥٨، وتاريخ ابن قاضي (الإعلام بتاريخ أهل الإسلام) مصوّر بدار الكتب المصرية، ج ٣ / ورقة ٢١٢، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى ٣٢ - ٣٤، ونزهة النفوس ٢/ ١٧٩، وتاريخ ابن سباط ٢/ ٧٧٦، ٧٧٧، وبدائع الزهور ج ١ ق ٢/ ٦٨٠، ٦٨١ و ٦٨٢، وتاريخ الأزمنة ٣٤٤، وتاريخ الأمير حيدر الشهابي ٥١٩، وخطط الشام ٢/ ١٨٦، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) ٢/ ١٦٣، ١٦٤، والسيف المهنّد ٢٢٨، والذيل على تاريخ ابن كثير (تاريخ ابن حجي)، ورقة ٢٧٢ ب (رسالة ماجستير) ص ٣٧٣ - ٣٧٧.
(٦) إضافة من: السلوك. ومسرى هو آخر شهور السنة عند القبط.
(٧) كذا. والصواب: «وقد بقي منه إصبعان».
(٨) في المخطوط: «بهاي».
(٩) إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
(١٠) الخوانق: مفردها: خانقاه، وتكتب: «خانكاه»، وهو لفظ: فارسيّ معناه: بيت. أطلق في العصر الإسلامي على الأماكن المعدّة للزهّاد والعبّاد وأتباع الطرق الصوفية ومن في حكمم، ويتّخذ أحيانا مكانا للدراسة، والرباط. وفيه زاوية للصلاة، وحجرات للمبيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>