للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأخيه فيّاض مع سيف أمير الملا، وقتل بينهما جماعة، ونهب فيّاض أمواله، وأسر أخاه.

ثم بعد ذلك قدم سيف إلى القاهرة فأكرمه السلطان، وبعث إلى نائب الشام بالقيام معه على من عاداه.

[جماد الأول]

[وفاة الصلاح الدوادار]

[٢٤]- وفي جماد الأول مات الصلاح يوسف بن أسعد (١) الدوادار، الدمشقيّ.

وكان الناصريّ بطرابلس. وكان كاتبا، عارفا، له فضيلة تامّة، تزيّا بزيّ الجند، وتنقّل في الخدم. ثم ولّي نيابة الإسكندرية، ثم تنقّل بعد ذلك في عدّة ولايات، وتوجّه رسولا من مصر إلى بو سعيد، وقرّر بعد عوده (٢) في الدوادارية واستطال (٣) على الناس، وعملوا عليه.

[فتن العربان والعشير ببلاد الشام]

وفيه كانت الفتن من العربان ببلاد الشام، وكثر فساد العشران (٤) بتلك النواحي، وقتل جماعة في هذه الفتن وكانت كثيرة جدّا (٥).

[جماد الآخر]

[فساد الفلوس]

وفي جماد الآخر كانت أحوال الناس متوقّفة من جهة الفلوس، وارتفع سعر أكثر المبيعات / ١٧ أ / وفسدت الفلوس جدّا. ووقع أشياء تطول. وضيّق السلطان على المحتسب والوالي، وأنكر عليهما. وآل الأمر أن نودي بأنه لا يتعامل من الفلوس إلاّ ما عليه سكّة السلطان (٦).


(١) انظر عن (يوسف بن أسعد) في: المختصر في أخبار البشر ٤/ ١١٩، ١٣١، ١٣٢، ١٤٠، ١٤٢، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٣٤٠، وأعيان العصر ج ٧ ق ٢ / ورقة ٣٢٢، ونثر الجمان ٣ / ورقة ٣١٩ أ، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤٤٣، ٤٤٤، والسلوك ج ٢ ق ٣/ ٦٧٥، والنجوم الزاهرة ١٠/ ١١٥، ودرّة الأسلاك ١ / ورقة ٣٤٦، وتذكرة النبيه ٣/ ٧٤، والدرر الكامنة ٥/ ٢٢٦ رقم ٥١٠٥، وسعادة الدارين للنبهاني ٥٣٦، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري ٢/ ٨٤ رقم ٧٠ وص ١١٧. ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: هو صاحب حمّام الدوادار بطرابلس، بين جامع الطحّام وجامع المعلّق في محلّة قهوة الحتّة بالحدّادين، وقد تعطّل بعد ١٩٦٠، وتحوّل الآن إلى حانوت لبيع الدجاج!.
(٢) في الأصل: «عروه».
(٣) في الأصل: «اسعال».
(٤) العشران - العشير. وهي جماعات السكان في جنوب «لبنان» شرقيّ صيدا وصور، من غير أهل السّنّة والجماعة، وفي الغالب من الموحّدين الدروز والشيعة.
(٥) السلوك ج ٢ ق ٣/ ٦٦٩، وتاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ٤١٠.
(٦) السلوك ج ٢ ق ٣/ ٦٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>