للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان صوفيّا صالحا، حسن المعتقد، كثير الإنكار على مبتدعة الصوفية، كثير الحجّة والمحاورة.

[الزلزلة في بلاد الشام]

وفيه كانت زلزلة عظيمة في نواحي بلاد حلب وطرابلس، وخرّب فيها أماكن عديدة من مدنة جبلة، واللاذقية وبلاطنس وسقطت قلعة بلاطنس فمات تحتها خمسة عشر نفسا، ومات بجبلة كذلك، وخرّبت شغر بكاس كلّها والقلعتين بها، ومات جميع من فيها إلاّ القليل. وانشقّت الأرض وانقلبت مساحة مدّ يريد من القصير إلى سلفرهم (١)، وكانت سلفرهم على جبل فنزلت عنه وانقلبت من مكانها قدر ميل بأهاليها، وأشجارها وعيونها ومواشيها ليلا (٢). فلم يشعرون إلاّ وقد صاروا إلى الموضع الذي انتقلت إليه البلد. / ٤١٧ / ولم يتأذّ منهم أحد، حتى عدّ ذلك من النوادر، وكانت بالساحل والجبال. وشوهد ثلج على رأس الجبل الأقرع وقد نزل إلى البحر وطلع بينه وبين البحر عشر فراسخ.

ثم ترادفت الأخبار بأنّ قبرص (خرب) (٣) بها أماكن كثيرة، وأنّ المراكب في البحر الملح جلست على الأرض حين انحاز الماء عنها بما فيها من الناس والمتاجر. ولما عاد عادت على وجه الماء كما كانت، ولم يتضرّر أحد بسبب ذلك (٤).

[إلزام الناس بعمارة المدارس]

وفيه ورد مرسوم من السلطان إلى دمشق، بإلزام الناس بعمارة ما خرب من المدارس بها (٥).

[رمضان]

[منع التعامل بالذهب]

وفي شعبان نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا لا يتعامل بالذهب، وهدّد من باع أو استدمن (٦) بالذهب، وما سمع بأغرب من هذا. وحصل بذلك ضرر بالغ للناس. ومنع الناس أيضا من بيع الذهب المطرّز أو المصوغ. ثم بعد أيام نودي بإعادة التعامل به (٧).


(١) في المطبوع من السلوك: «سلفوهم» والمثبت يتفق مع نسخة خطية منه، ومع إنباء الغمر. وهي بلدة فوق جبل قرب القصير، والقصير أول منزل لمن يريد حمص من دمشق. (معجم البلدان).
(٢) في الأصل: «مستطيلا».
(٣) كتبت فوق السطر.
(٤) خبر الزلزلة في: السلوك ج ٤ ق ١/ ٨٠، ٨١، وإنباء الغمر ٢/ ٤٠٠، ٤٠١، وبدائع الزهور ج ٤ ق ١/ ٢٩٢، وكشف الصلصلة ٢٠٧، ٢٠٨.
(٥) خبر العمارة في: السلوك ج ٤ ق ١/ ٨١.
(٦) الصواب: «أو استدان».
(٧) خبر المنع في: السلوك ج ٤ ق ١/ ٨٢، وإنباء الغمر ٢/ ٤٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>