للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في سبيل المقاطعة]

نشرت سنة ١٩٣١ (١)

الأمة قد تعاقدت على المقاطعة، فمن قصر فيها أو حاد عنها فقد نقض العهد، ومن نقض عهد الأمة فهو: خائن!

أقولها لا أجمجم (٢) فيها القول، وأرسلها إرسالاً لا أبالي على أي رأس وقعت! وإنهم ليقولون: المقاطعة فشلت. خَسَأ هؤلاء، إن شيئاً تريده الأمة لا تستطيع قوة في الدنيا أن تحول بينها وبين إكماله، وما اختصمت الأمة وقوة أخرى، حكومةً كانت أو شركة أو هما معاً، إلا كان الظفر -كما يقول أحد كتّاب الثورة الفرنسية- للأمة لا محالة. ولا غرو، فالحكومة إنما تسطو وتحكم وتأمر فتُطاع لأن الأمة قد منحتها شيئاً من سلطتها وخوّلتها حق ممارستها، وما مثلها ومثلها إلا كمثل إخوة كُثُر ورثوا عن أبيهم أراضي وقصوراً فوكّلوا واحداً بأمر إدارتها وتنظيمها، فقام بذلك


(١) في «الأيام» بتاريخ ٢٩/ ٦/١٩٣١ (١٢ صفر ١٣٥٠).
(٢) جَمْجَمَ فلانٌ: لم يبين كلامه، وجمجم كلامَه: أخفاه. وهذه المفردة تدور كثيراً في بواكير علي الطنطاوي، وهي اليوم مهجورة أو تكاد (مجاهد).

<<  <   >  >>