للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتفضلوا فبعثوا إليّ بمواد العدد الأول لأبدي فيها رأيي. وقد أحسنوا بي الظن وحسبوا أن لي رأياً يُنشَر ويتناقله الناس! ولم أجد بداً من إجابتهم إلى ما يطلبون، وإن كنت أودّ لو كلّفوني بشيء غير المقدمة، كقصة أترجمها أو أجتهد أن أصنعها، أو قطعة وصفية أو نقدية، إذن لهان الأمر ولم أرَ هذه الصعوبة التي اعترضت سبيلي إلى كتابة المقدمة. وما ذاك إلا لأنني بعيد عن


= التي قصدها جدي حين وصف في ذكرياته أنور العش فقال عنه: "وهو رجل عالم عامل دائب، واجه معركة الحياة قبل أن يستكمل عدّة مواجهتها وقبل أن يتقلّد السلاح لها. وقد أصدر وهو طالب -بإشراف مني- مجلّة «رسالة الطالب» ... " (الذكريات ٤/ ١١٧)؛ فسماها «رسالة الطالب» سهواً وإنما هي «بلاغة الشباب»، ولعل منشأ السهو أنه كتب في الاثنتين. والذي يقوّي ظني ما نراه هنا، حيث يستعين أنور العش بعلي الطنطاوي في كتابة مقدمة العدد الأول، ثم هو يصدر العدد الثاني (في الأول من تموز ١٩٣٢) وفي أوله كلمة اعتذار قال فيها: "ساءنا أن نقدم للناس «بلاغة الشباب» التي وصفها أناس بأنها لا قيمة لها وآخرون بأنها مجلة مدرسية، ونحن -الطلاب الذين أصدرناها- إنما أردنا نشر الثقافة والأدب بين ناشئتنا ... ولا بد من الاعتذار عن ضعف عددها الأول لأنه صدر ونحن مشغولون بفحوص السنة الأخيرة، ومَنْ كنّا نعتمد عليه كان نائياً عنّا في السلمية"، وهذه إشارة إلى علي الطنطاوي الذي أمضى تلك السنة معلّماً في السلمية كما علمتم. وقد حفل ذلك العدد الثاني بأكثر من مقالة كتبها علي الطنطاوي، منها مقالة «كيف تكون كاتباً» المنشورة في كتاب «فِكَر ومباحث»، و «أنشودة الظلام» التي تأتي في هذا الكتاب بعد قليل، ومقالة ثالثة فيها تعليق على امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) في تلك السنة (مجاهد).

<<  <   >  >>