للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجسادكم إلا منها، لتُروا العالم أنكم أمة من الأحياء، وأنكم لستم من الجنون بحيث تشتمون عدوكم ثم تعطوه من مالكم ما يشتري به السيفَ الذي به يذبّحكم!

- لا، ما أقسمنا هذا القَسَم ولا قاطَعْنا.

- أحسبكم إذن تريدون أن تساعدوهم بسواعدكم، وهذا حسن، ولعلكم بعثتم إلى إخوانكم في فلسطين بعثاً يكون معهم لله وللدم، لا للاستغلال الحزبي والفخر الكاذب!

- لا، لا ... احزر.

- لست أستطيع الحَزْر.

- لقد خطبنا في «الأموي» خطباً كالنار!

- حسبك؛ لقد فهمت، فاسمع ما صنع زميلكم من قبل: خرج بإبل له كثيرة يرعاها، فاعترضه قاطع طريق فذهب بها، ووقف صاحبنا ينظر إليه، ثم عاد إلى أمه يقول: «أوسعته شتماً وأَوْدَى بالإبل»! وأنتم أوسعتموهم خطباً ومظاهرات وأَوْدَوا بفلسطين ... يا للعار!

* * *

أمَا إن الخطب والمظاهرات تبني مجداً، ولكن في الهواء! فابنوا يا أيها الناس مجداً في الأرض ثابتاً، أو فاصمتوا.

إن قضية فلسطين تحتاج ذهباً وسواعد لا خطباً ومظاهرات!

* * *

<<  <   >  >>