للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لقد فكرت -أقسم لك- بأن أتعلم الأوردية والفارسية لأدرك سرّها وأستجلي بنفسي جمالَها، ثم وجدت أن الشبابَ قد ولّى والذهنَ قد ونى. وهيهات أن تكون بعد الخمسين كما كنت أيام الشباب!

فهل تضيف -يا أخي أبا الحسن- إلى مآثرك هذه المأثرة، فتفتح للعرب كُوّة على هذه الروضة المحجَّبة أو تحمل إليهم زهرات منها، فتحسن بذلك إلى العرب وإلى الأدب والإسلام؟ (١)

والسلام عليك ورحمة الله من أخيك الذي يحبك، ولا يزال يذكر أبداً أيامَ لَكْنَو وما لقي فيها من نبلك وفضلك.

علي الطنطاوي (دمشق)

* * *


(١) نُشِرَت هذه الرسالة المفتوحة في مجلة «المسلمون»، في عددها الثالث من أعداد السنة السادسة الذي صدر في شوال ١٣٧٧ (أيار ١٩٥٨)، وما مضت سنتان حتى أصدر أبو الحسن في عام ١٩٦٠ كتابه «روائع إقبال» الذي ترجم فيه إلى العربية طائفة من صفوة شعر إقبال. وهو كتاب في نحو مئتين وعشرين صفحة، قال في مقدّمته التي قدَّمَ بها للطبعة الأولى إن رسالة علي الطنطاوي هذه كانت من دوافعه إلى إخراج الكتاب، رحم الله الاثنين (مجاهد).

<<  <   >  >>