للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقصّ الذهبي في تاريخه عن هذا القحط قصصاً يقشَعرّ البدن من سماعها، واستمر ذلك إلى سنة ٥٩٨.

* * *

وكان العرف القضائي في تاريخنا أنه كلما ولي قاض جديد اختار جماعة من العُدول الثقاة وأعلن أسماءهم ليُشهّدهم الناس على معاملاتهم. ولكن لم يكن لهم نظام جامع ولا مكان معروف، وأول من نظم أمر العُدول وجعل لهم مركزاً ثابتاً ونظاماً جامعاً هو شمس الدين أحمد الجوني، قاضي دمشق سنة ٦٣٥هـ.

فكان نظام كتّاب العدل المعروف اليوم من ابتكار هذا القاضي.

أما كلمة «كاتب العدل» (وهي ترجمة لمصطلح فرنسي) فقد وضعها سنة ١٩١٩ الأستاذ مصباح محرّم، رئيس محكمة التمييز في دمشق على عهد الحكومة العربية التي قامت إثر خروج الأتراك منها (١).

* * *

ومن طرائف العادات أن العمامة لم تكن معروفة للعلماء في الأندلس، وكان أكثرهم يمشي حاسراً لا يغطي رأسَه شيء،


(١) وعلى الألسنة اليوم كلمات كثيرة استُحدِثت أعرف مَن أول من أطلقها؛ منها كلمة «عبقرية» من وضع الشيخ عبد القادر المغربي، وكلمة «فيزياء» وضعها الأستاذ عز الدين التنوخي، وهو الذي وضع كلمة «برمائية» للحيوانات التي تعيش في البرّ كما تعيش في الماء.

<<  <   >  >>