للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حفظ الوقت (١)

• عن الأوزاعي ﵀ أنه قال: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يومًا فيومًا وساعة فساعة فلا تمر به ساعة لم يذكر الله فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم. [المنتظم ٨/ ١٩٦].

• وعن عاصم الأحول قال: قال لي فضيل الرقاشي ﵀: يا هذا لا يشغلك كثرة الناس عن نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم، وإياك أن تُذهب نهارك تقطعه ههنا وههنا فإنه محفوظ عليك، وما رأيت شيئًا قط أحسن طلبًا ولا أسرع إدراكًا من حسنة حديثة لذنب قديم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤٦٦].

• وعن إسماعيل بن زبان قال: قالت داية لداود الطائي ﵀: يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز؟ قال: يا داية، بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية. [المنتظم ٨/ ٢٧٩].

• وعن الوليد بن عتبة قال: سمعت رجلًا قال لداود الطائي ﵀: يا


(١) قال ابن القيم ﵀: وعمارة الوقت: الاشتغال في جميع آنائه بما يُقربه إلى الله أو يُعين على ذلك من مأكل أو مشرب أو منكح أو منام أو راحة، فإنه متى أخذها بنية القوة على ما يحبه الله وتجنب ما يُسخطه كانت من عمارة الوقت، وإن كان فيها أتم لذة، فلا تحسب عمارة الوقت بهجر اللذات والطيبات.
فالمحب الصادق: ربما كان سيره القلبي في حال أكله وشربه وجماع أهله وراحته: أقوى من سيره البدني في بعض الأحيان.
وقد حكي عن بعضهم: أنه كان يَرِدُ عليه وهو على بطن امرأته حال لا يعهدها في غيرها.
ولا تعجل بالإنكار، وانظر إلى قلبك عند هجوم أعظم محبوب له عليك في هذه الحال كيف تراه؟ فكهذا حال غيرك. ا. هـ بتصرف. مدارج السالكين ٢/ ١٨٩

<<  <   >  >>