للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخواني! احذروا هذا العدوَّ الذي أخرج أباكم آدمَ من الجنة، فإنه ساعٍ في منعكم من العود إليها بكل سبيل، والعداوةُ بينكم وبينه قديمة.

العجبُ ممن عرف ربَّه، ثم عصاه، وعرف الشيطان، ثم أطاعه {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: ٥٠].

فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا ... مَنَازِلُكُ الأُولَى وَفِيهَا المُخَيَّمُ

وَلكنَّنَا سَبْيُ العَدُوِّ فَهَلْ تُرَى ... نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ

قَالَ بعض السلف: بلغنا أن دُورَ الجنة تُبنى بالذِّكر، فإذا أمسك عن الذكر، أمسك عن البناء، فيقا [ل] لهم؛ فيقولون: حَتَّى تأتينا نفقة.

رأى بعض الصالحين في منامه قائلاً يقول له: قد أمرنا بالفراغ من بناء دارك، واسمها: دار السرور، وقد أمرنا بتنجيدها وتزيينها، والفراغ منها إِلَى سبعة أيام. فلما كان بعد سبعة أيام، مات، فرئي في المنام، فقَالَ: دخلتُ دارَ السرور، وأنا في سرور، فلا تسأل ما فيها. لم يُر مثلُ الكريمِ إذا حلّ به مطيعٌ.

ورأى بعضهم كأنه قد دخل الجنة، وعُرض على منازله وأزواجه، فلما أراد أن يخرج، تعلّق به أزواجه، وقَالَوا: بالله! حَسِّنْ عملَك، فكلما حسَّنْت عملَكَ، ازدَدْنا نحن حُسناً (١).

• • •


(١) انظر: "لطائف المعارف" لابن رجب (ص: ١١٦ - ١٢١).

<<  <   >  >>