للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغتم ذروته (١)، فإِن رجع عن دينه، وإِلا فاطرحوه، فذهبوا به، فصعدوا به الجبل، فقال:

اللهم! اكفِنِيهمْ بما شئت، فرجَفَ بهم (٢) الجبل، فسقطوا!

وجاء يمشي إِلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال:

كفانيهم الله، فدفعه إِلى نفرٍ من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قُرقُور (٣)، فتوسّطوا به البحر، فإِن رجع عن دينه، وإِلا فاقذفوه، وذهبوا به، فقال: اللهم! اكْفِنِيهمْ بما شئت، فانكفأت بهم السفينة (٤)، فغرقوا، وجاء يمشي إِلى الملك، فقال له الملك:

ما فَعَل أصحابك؟ قال:

كفانيهم الله، فقال للملك:

إِنك لستَ بقاتلي حتى تفعل ما آمُرُك به، قال: وها هو؟ قال:

تجمع الناس في صعيد واحد (٥)، وتَصلبُني على جذع، ثم خُذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس (٦)، ثم قُلْ: بسم الله! ربِّ الغلام!

ثم ارمني، فإِنك إِذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيدٍ واحد،


(١) ذروة الجبل: أعلاه!
(٢) أي اضطرب وتحرك حركة شديدة!
(٣) أي السفينة الصغيرة، وقيل: الكبيرة، واختار القاضي الصغيرة.
(٤) أي انقلبت!
(٥) الصعيد هنا: الأرض البارزة!
(٦) كبد القوس: مقبضها عند الرمي!

<<  <  ج: ص:  >  >>