للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو وحده العزيز القادر الحكيم المدبّر لهذا الوجود! {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ}.

فلقد اتخذها جماعة من المشركين المغلقي القلوب والعقول مادّة للسخرية والتهكّم، وقالوا: إن ربَّ محمد يتحدّث عن الذباب والعنكبوت، ولم يهزّ مشاعرهمِ هذا التصوير العجيب؛ لأنهم لا يعقلون ولا يعلمون: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (٤٣)}!

[ضرورة الابتلاء]

ويطالعنا قوله عزَّ وجل:

{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦)} (آل عمران)!

إنها سنّة العقائد والدعوات .. لابدّ من بلاء (١)، ولا بدّ من أذى في الأموال والأنفس، ولا بدّ من صبر ومقاومة واعتزام .. إنه الطريق إلى الجنّة، وقد حفّت الجنّة بالمكاره، وحفّت النَّار بالشهوات .. يروي مسلم وغيره عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حُفَّت الجنَّة بالمكاره، وحُفَّت النَّار بالشهوات" (٢).


(١) السابق: ١: ٥٣٩ وما بعدها بتصرف.
(٢) مسلم: ٥١ - الجنة (٢٨٢٢)، وأحمد: ٣: ١٥٣، ٢٥٤، ٢٨٤، والبغوي (٤١١٤) والترمذي (٢٥٥٩)، وعبد بن حميد (١٣١١)، وابن حبان (٧١٦، ٧١٨)، والقضاعي: الشهاب (٥٦٨)، والدارمي: ٢: ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>