للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا نص مفصل الكلمات في ردّ ادّعاء الشيخ إبراهيم الكوراني! فالحديث لم يخرجه أحد قط من أهل الصحة، ولا رواه قط ثقة بسند صحيح سليم من النقد والوهن، متّصل بصحابي، فضلاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -!

ونضيف إلى كلام هؤلاء الأئمة في ردّ ادّعاء الشيخ إبراهيم الكوراني أن حديث الغرانيق أخرجه غير واحد من أهل الصحة ورواته ثقات بسند صحيح متّصل ما سبق لنا، وهو كلام نردّ به على من تمسّك بمراسيل الروايات -ولو صحت أسانيدها- في تصحيح قصة الغرانيق، وقد قدّمناه، ولكنا نعيده لنؤكّد أن (قصة الغرانيق أكذوبة باطلة خبيثة من وضع الزنادقة أعداء الإِسلام)!

ذلك أن هذه (الأقصوصة الغرنوقية أكذوبة أحاديثها كلها مرسلة، والحديث المرسل من قبيل الضعيف عند جمهور المحدّثين) كما صرّح به ابن الصلاح، والمتّصل منها بابن عباس، وهو حديث سعيد بن جبير (دخله الشك)، وهذا قطعاً يضعفه، ويوهن الاحتجاج به، وهو مع هذه العلّة القادحة له علّة أخرى، هي أنه موقوف على ابن عباس، لم يرفع قط إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -!

وقصّة الغرانيق تدخل في صميم العقيدة؛ لأنها (تناقض التوحيد وتبطل عصمة الأنبياء وترفع الثقة بالنبوّة والوحي) وكل ذلك لا يقبل في ثبوته مثل ذلك!

[مفاسد رأي الكوراني]

قال الآلوسي (١): وفي البحر أن هذه القصة سئل عنها الإِمام محمد بن إسحاق جامع السيرة النبوّية فقال: هذا من وضع الزنادقة، وصنّف في ذلك


(١) روح المعاني: ٩: ١٦٩ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>