للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب فيما رواه عنه موسى بن عقبة صاحب المغازي، وهذا لفظ حديث القطان، قال: (١) ثم إِن المشركين اشتدّوا على المسلمين كأشدّ ما كانوا، حتى بلغ المسلمين الجهد، واشتدّ عليهم البلاء، واجتمعت قريش في مكرها أن يقتلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علانيةً!

[تدبير أبي طالب لحماية الرسول - صلى الله عليه وسلم -]

فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بني عبد المطلب، وأمرهم أن يدخلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شِعبهم، ويمنعوه ممن أراد قتله، فاجتمعوا على ذلك، مسلمهم وكافرهم، فمنهم من فعله حميّةً، ومنهم من فعله إيماناً ويقيناً .. وذلك في المحرّم من السنة السابعة من النبوّة!

ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كان بمكّة من المؤمنين أن يخرجوا إلى الحبشة، وهذه هي الهجرة الثانية -كما أسلفنا- ومن قوي على البقاء بمكّة دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقومه الحصار بالشّعب!

[سبب كتابة الصحيفة]

فلمّا عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واجتمعوا على ذلك اجتمع المشركون من قريش، فأجمعوا أمرهم أن لا يجالسوهم، ولا يبايعوهم، ولا يدخلوا بيوتهم إلا أن يسلموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقتل!


(١) دلائل النبوة: ٢: ٣١١، وما بعدها بتصرف، وانظر: ابن هشام: ١: ٣٧١، وابن سعد: ١: ١: ١٣٩، والطبري: ٢: ٣٣٥، والبداية: ٣: ٨٤، والنويري: ١٦: ٢٥٨، والحلبية: ١: ٤٤٩، والدرر: ٥٣، وسبل الهدى والرشاد: ٢: ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>