للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قومكم وعشيرتكم، فإِنما قطع بيننا وبينكم رجل واحد، جعلتموه خطراً لمهلكة قومكم وعشيرتكم وفسادهم!

فقال أبو طالب: إِنما أتيتكم لأعطيكم أمراً لكم فيه نصَف!

إِن ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني أن الله عَزَّ وَجَلَّ بريء من هذه الصحيفة التي في أيديكم، ومحا كل اسم هو له فيها، وترك فيها غدركم وقطيعتكم إِيّانا، وتظاهركم علينا بالظلم، فإِن كان الحديث الذي قال ابن أخي كما قال فأفيقوا، فوالله! لا نسلمه أبداً حتى نموت من عند آخرنا، وإِن كان الذي قال باطلاً دفعناه إِليكم فقتلتم أو استحييتم!

قالوا: رضينا بالذي تقول، ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق قد أخبر خبرها، فلما رأتها قريش كالذي قال أبو طالب، قالوا: والله إِن كان هذا قطّ إلا سحر صاحبكم فارتكسوا، وعادوا بشرّ ما كانوا عليه من كفرهم، والشدّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المسلمين!

[كاتب الصحيفة]

وهذه الرواية تقول: إن الصحيفة كانت عند هشام بن عمرو بن الحارث العامري، وقيل: هو كاتبها، والمعروف أن الصحيفة علّقت في جوف الكعبة تأكيداً للتمسك بما فيها من عهود ومواثيق، وفي كاتبها بعد هذا القول اختلاف، قيل: إنه منصور بن عكرمة، وقيل إنه بغيض بن عامر، وقيل: إنه النضر بن الحارث، وفي هؤلاء الثلاثة قيل: فشلّت يده أو أصابعه!

وذكر أن كاتب الصحيفة (١) منصور بن عكرمة فشلّت يده .. وللنُّساب من


(١) انظر: الروض الأنف: ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>