للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر أخبار العرب وأحداث الجاهليّة، ثم سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حتى وفاته، وقد شغلت نحو ثلاثة أجزاء من الكتاب، من أواخر الجزء الثاني حتى أواخر الجزء الخامس، وهي بذلك موزعة بين أربعة أجزاء، ثم تابع أحداث التاريخ الإسلامي منذ خلافة الصديق أبي بكر - رضي الله عنه -، حتى عصر ابن كثير في القرن الثامن الهجري، ثم ختمه بأشراط الساعة والفتن والملاحم وأحوال الآخرة!

يقول الدكتور مصطفى عبد الواحد (١): وأول ما نلمسه في سيرة ابن كثير أنه اهتم بالأسانيد، تمشّياً مع صبغته الغالبة عليه كإمام محدّث، وأكثر مروياته عن أحمد، والبيهقي، وأبي نعيم!

فلم يكتف بنقل ما كتبه أهل السير أمثال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، ولكنه جمع ما رواه أهل الحديث، ولذلك اكتسب مزيّة يتفرد بها بين من كتبوا في السيرة!!

وقد نقد ابن كثير بعض الأسانيد، عندما يكون المتن غريباً، ليحكم على بعض الأحاديث، وأحياناً يبيّن درجة الحديث دون أن ينقد السند!

ومن ثم نجده ينقل عن بعض كتب السيرة المفقودة، مثل كتاب موسى ابن عقبة، وكتاب الأموي في المغازي، كما ينقل عن بعض شروح السيرة، مثل: (الروض الأنف) للسهيلي، و (الشفا) للقاضي عياض!

وفي مجال الاستشهاد بالشعر لا يهمل ابن كثير هذه الناحية، ولكنه لا يتابع ابن هشام في كل مروياته من الشعر، فيختصر بعضها ويهمل بعضها!

وبالجملة فإن ابن كثير يحرص على جمع كل ما كتب في الموضوع الذي


(١) مقدمة السيرة النبويّة: ابن كثير: ١: ١٤ وما بعدها بتصرف، دار المعرفة، بيروت ١٩٧٦ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>