للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إظهار الحق، لمعاندة من يريد إخماده؛ لأنه لو عرج به من مكّة إلى السماء لم يجد لمعاندة الأعداء سبيلاً إلى البيان والإيضاح، فإنه لمّا ذكر أنه أسري به إلى بيت المقدس سألوه عن تعريفات جزئيّات من بيت المقدس، كانوا رأوها وعلموا أنه لم يكن رآها قبل ذلك، فلمَّا أخبرهم بها حصل التحقيق بصدقه فيما ذكر من الإسراء في ليلة، وإذا صحّ خبره في ذلك لزم تصديقه في بقيّة ما ذكره، فكان ذلك زيادةً في إيمان المؤمن، وزيادة في شقاء الجاحد المعاند!

وقال ابن حجر (١):

اختلف في حال الأنبياء عندما لقي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إيَّاهم ليلة الإسراء، هل أُسري بأجسادهم لملاقاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، أو أن أرواحهم مستقرّة في الأماكن التي لقيهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأرواحهم مشكلة بحسب أجسادهم، كما جزم به أبو الوفاء بن عقيل، واختار الأوّل بعض شيوخنا، واحتجّ بما ثبت في مسلم عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"رأيت موسى ليلة أسري بي قائماً يصلّي في قبره" فدلّ على أنه أسري به لا مرّ به!

قال ابن حجر:

وليس ذلك بلازم، بل يجوز أن يكون لروحه اتصال بجسد الأرض، فلذلك يتمكّن من الصلاة وروحه مستقرّة في السماء ..


(١) السابق: ٢١٢ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>