للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منقطع (١)، وقد رواه الطبري (٢)، قال عياض (٣): وأمّا قول عائشة ما فقد جسده، فعائشة لم تحدّث عن مشاهدة؛ لأنها لم تكن حينئذ زوجة، ولا في سنّ من يضبط، ولعلها لم تكن ولدت بعد .. ويقول: وأيضاً فليس حديث عائشة بالثابت، والأحاديث الأخرى أثبت. (٤)

قال الكوثري (٥): وأمّا ما يروى عن عائشة من قولها: ما فُقد جسد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لكنه أسري بروحه، فغير ثابت عنها البتة؛ لأنه من رواية ابن إسحاق بلفظ: حدّثني بعض آل بكر، فمن هو هذا؟ وأين ابن إسحاق المتوفى في منتصف القرن الثاني الهجري من إدراك زمن عائشة (٦)!

وفي هذا دحض لمن يرى أن الإسراء كان في المنام!

وفي شرح المواهب أن الشاميّ نقل في قول عائشة: (ما فُقد) بالبناء للمفعول، وما (فقدتُ) بالبناء للفاعل، وإسناد الفعل لتاء المتكَلم، وقد حكاهما في الشفاء روايتين، فقال أولاً: وأما قول عائشة (ما فُقد جسده) فهي لم تحدّث عن مشاهدة ... إلخ .. ثم قال: وأيضاً فقد روي (ما فَقدتُ) قال: ولم يدخل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بالمدينة!


(١) ابن هشام: ٢: ٤٦.
(٢) التفسير: ١٥: ١٦.
(٣) الشفا: ١: ٢٥٥.
(٤) السابق: ٢٥٦.
(٥) انظر: السيرة للذهبي: ١٦٦.
(٦) انظر: الشفا: ١: ٢٤٥ وما بعدها، والسيرة للذهبي: ١٦٦ هامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>