للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُسبق، لكنا قبل أن نبدي هذا الرأي، بل لكي نبديه، يجب أن نروي قصّة الإسراء والمعراج على نحو ما جاءت به كتب السيرة!

وذكر تصوير المستشرق (درمنجم) هذه القصّة ... !

ولا أدري كيف ينقل عن هذا المستشرق آية الإسراء والمعراج، ولا يذكر الأحاديث السابقة أو بعضها مما يثبت تواتر الحديث -كما قال المرتضى الزبيدي (١) - حيث رواه من الصحابة سبعٌ وعشرون نفساً، وأوصلهم الكتاني إلى خمسة وأربعين صحابيًا (٢)!

وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية (٣): وأحاديث المعراج، وصعوده إلى ما فوق السماوات، وفرض الربّ عليه الصلوات الخمس حينئذ، ورؤيته لما رآه من الآيات، والجنّة والنار، والملائكة والأنبياء في السماوات، والبيت المعمور، وسدرة المنتهى وغير ذلك مما هو معروف متواتر في الأحاديث، وهذا النوع لم يكن لغيره من الأنبياء مثله، يظهر به تحقيق قوله تعالى:

{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (البقرة: ٢٥٣)!


(١) لفظ اللآلئ: ٢٢٤.
(٢) نظم المتناثر: ٢٠٧ - ٢٠٨.
(٣) الجواب الصحيح: ٤: ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>