للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)} [الأحزاب: ٥٦]!

قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء! (١)

وقال ابن عباس: يصلّون: يبرّكون! (٢)

وروى الترمذي عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم أنهم قالوا: صلاة الربّ: الرحمة، وصلاة الملائكة: الاستغفار!

والصلاة تكون بمعنى التمجيد والدعاء والرحمة، على حسب ما أضيفت إليه، وقد أفاض ابن القيّم في بيان ذلك، فأجاد وأفاد! (٣)

ويا لها من مرتبة سنيّة، حيث تردّد جنبات الوجود ثناء الله عزّ وجل على نبيّه محمد - صلى الله عليه وسلم -! (٤)

ويشرق الكون كله، وتتجاوب أرجاؤه، ويثبت في كيان الوجود ذلك الثناء الأزلي القديم، الأبديّ الباقي!


(١) فتح الباري: ٨: ٥٣٢ - ٥٣٣ قال ابن حجر: أخرجه ابن أبي حاتم، ومن طريق آدم بن أبي إياس: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع، وهو ابن أنس بهذا، وزاد في آخره (له).
(٢) قال ابن حجر: وصله الطبري من طريق عليَّ بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} قال: يبرّكون على النبي، أي يدعون له بالبركة، فيوافق قول أبي العالية، لكنه أخصّ منه، وقد سئلت عن إضافة الصلاة إلى الله، دون السلام، وأمر المؤمنين بها وبالسلام، فقلت: يحتمل أن يكون السلام له معنيان: التحية والانقياد، فأمر به المؤمنون، لصحّتها منهم، والله وملائكته لا يجوز منهم الانقياد، فلم يضف إليهما، دفعًا للإيهام، والعلم عند الله: المرجع السابق!
(٣) انظر: تفسير ابن كثير: ٣: ٥٠٦، والشوكاني: ٤: ٢٩٢، والقاسمي: ١٣: ٤٩٠١، وجلاء الأفهام: ١٥٧ وما بعدها!
(٤) في ظلال القرآن: ٥: ٨٧٩ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>