للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية لابن عديّ بسند صحيح عن أنس: "إِن الله سائل كل راع عما استرعاه، حفظ ذلك أو ضيّعه" (١).

ويروي الشيخان وغيرهما عن معقل بن يسار، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعيّة، فلم يحطه بنصحه، إِلا لم يجد رائحة الجنّة".

وفي رواية: "ما من وال يلي رعيَّةً من المسلمين فيموت وهو غاشٌ لهم إِلا حرّم الله عليه الجنّة" (٢).

وهناك حالات يجازى فيها الإنسان على عمل غيره، يطول فيها الحديث! (٣)

ومعلوم أن (الدّين القيّم) يحرص على مودّة المخالفين في العقيدة.

ومجادلة أهل الكتاب:

{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦)} [العنكبوت: ٤٦]!

ومعلوم -كذلك- أن السلام يهدف إلى حقن الدماء، وإشاعة الأمن والطمأنينة بين الناس .. ومن ثم فهو سلام قويٌ عزيز، لا استسلام فيه ولا تفريط في الحقوق المغتصبة!


(١) فتح الباري: ١٣: ١١٣.
(٢) البخاري: ٩٣ - الأحكام (٧١٥٠، ٧١٥١)، ومسلم (١٤٢)، والبيهقيُّ: ٩: ٤١، والدارمي: ٢: ٣٢٤، والبغوي (٢٤٧٨)، وابن حبّان (٤٤٩٥)، وانظر: الطيالسي (٩٢٨، ٩٢٩)، وأحمد: ٥: ٢٥، ٢٧، والطبراني: ٢٠ (٤٤٩، ٤٥٥ - ٤٥٩، ٤٦٩، ٤٧٢، ٤٧٣، ٤٧٤، ٤٧٦، ٤٧٨، ٥٠٦، ٥١٣، ٥١٩، ٥٢٤، ٥٣٣، ٥٣٤).
(٣) انظر كتابنا: (المسؤولية الوطنية في الإِسلام): ٣٢ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>