للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (٧) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (٨)} (الإسراء)!

وهذا الحديث في سورة الإسراء يتضمَّن نهاية بني إسرائيل التي صاروا إليها (١)؛ ودالت دولتهم بها، وتكشف عن مصارع الأمم وفشوّ الفساد فيها، وفاقاً لسنة الله عَزَّ وَجَلَّ المذكورة في قوله تعالى في نفس السورة:

{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (١٦) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (١٧)} (الإسراء)!

وتطالعنا الآيات بذكر كتاب موسى -التوارة- وما اشتمل عليه من إنذار لبني إسرائيل، وتذكير لهم بما سبق من ذكر نوح والأوّلين الذين حملوا معه في السفينة، ولم يُحمل معه إلا المؤمنون:

{وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (٢) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (٣)} (الإسراء)!

ذلك الإنذار، وهذا التصديق مصدّق لوعد الله الذي يتضمّنه سياق السورة كذلك بعد قليل:


(١) في ظلال القرآن: ٤: ٢٢١٢ وما بعدها بتصرف، والرسول - صلى الله عليه وسلم - واليهود وجهاً لوجه: ٤٢٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>