للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمَّا إذا عاد بنو إسرائيل إلى الإفساد فالجزاء حاضر، والسنة ماضية: {وَإِنْ عُدتُم عُدنَا}!

ولقد عادوا إلى الإفساد، حيث كذَّبوا الرسول - صلى الله عليه وسلم -كما هو معلوم، وكتموا ما جاء بشأنه في كتبهم، وهمّوا بقتله - صلى الله عليه وسلم - أكتر من مرّة، وقدّموا له السمَّ .. فكانت المواجهة .. وكانت المعارك التي فصَّلنا القول فيها -كما سبق- حتى كان إجلاؤهم من الجزيرة كلها!

ثم عادوا إلى الإفساد، فسلّط الله عليهم آخرين، حتى كان العصر الحديث -كما سيأتي- حيث اغتصبوا الأرض، وقتلوا النساء والأطفال، وعاثوا في الأرض فساداً .. وليسلّطنَّ الله عليهم من يسومهم سوء العذاب، تصديقاً لوعد الله القاطع، ووفاقاً لسنّته التي لا تتخلّف!

وقد بدت المقدّمات للأيادي المتوضئة التي تستحق نصر الله .. وإنَّ غداً لناظره قريب!

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧) وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ...} (الأعراف)!

ثم بيَّن سبحانه عقوبتهم ومن على شاكلتهم في الآخرة:

{وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (٨)}!

مهاداً وبساطاً لهم، وسجناً حاصراً، لا رجاء لهم في الخلاص، بسبب كفرهم وبغيهم، ففي الدنيا لهم ما تقدّم وصفه من الإهلاك والتدمير، وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>