للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قال ابن عباس: تكلّم أربعة صغار: عيسى ابن مريم -عليه السلام، وصاحب جريج، وشاهد يوسف، وابن ماشطة ابنة فرعون! (١)

ونبصر في مشهد الفطرة كل خصائص (الدّين القيّم) وتصوّراته، ومن ثم يتكوّن الفرد في جوّ نظيف شريف عفيف، بعيد عن العلاقة الآثمة، ويوجد الربط بين أمانة الكلمة -كما عرفنا- وأداء الأمانات، وانطلاقاً من أن الدّين القيّم دين الحياة، بكل ما تحمله الحياة المباركة الطيّبة من معان!

ونبصر في المشهد الأخير ثبات القلب المؤمن أمام الصعاب، مهما كان شأنها .. ويتضاءل الإنسان أمام هذا الموقف المهيب .. وأمام واقع المسجد الأقصى الذي يئن بحرقة، ويهيب بأتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرفعوا راية الحق.

وأخيراً وليس آخراً:

نبصر المسجد الأقصى محلّ عناية الله، ومكان رعايته، حيث أسرى بخاتم رسله إليه .. ولئن تاهت البلاد التي سبقت إلى الإِسلام وافتخرت، لأن الفتح كان على أيدي السابقين الأعلام، وجحافل جيوش المسلمين، فإن لموطن المسجد الأقصى أن يعتزّ بأنه قد أسْرى الله عَزَّ وَجَلَّ بخاتم رسله إليه .. وجعل ذلك أمراً محكماً في القرآن الكريم، يتعبّد المسلمون


(١) أحمد: ١: ٣١٠، وسنده حسن، فقد سمع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند جميع الأئمة، وأبو عُمر الضرير اسمه حفص بن عُمر البصري، روى له أبو داود، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح!
وأخرجه بنحوه الطبراني (١٢٢٨٠) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه بهذا الإسناد!
وابن حبان (٢٩٠٣) عن طريق يزيد بن هارون، والطبراني (١٢٢٧٩)، وانظر: ابن ماجه (٤٠٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>