للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - البشارة الثالثة]

في الباب الثاني والثلاثين (١)، من سفر (التثنية) في الترجمة العربيّة المطبوعة سنة ١٨٤٤ م هكذا (٢ وقال: جاء الرب من سينا، وأشرق لنا من ساعير (٢)، واستعلن من جبل فاران ومعه ألوف الأطهار في يمينه سنة من نار) (٣)!

فمجيئه من سينا إعطاؤه التوراة لموسى - عليه السلام - وإشراقه من ساعير إعطاؤه الإنجيل لعيسى - عليه السلام - واستعلانه من جبل فاران إنزاله القرآن؛ لأن فاران جبل من جبال مكة، فقد جاء في بيان حال إسماعيل - عليه السلام - من سفر التكوين (٢١: ٢٠ وكان الله معه، ونما وسكن في البريّة, وصار شاباً يرمي بالسهام ٢١ وسكن بريّة فاران، وأخذت له أمه امرأة من أرض مصر)!

ولا شك أن إسماعيل - عليه السلام - كانت سكناه بمكة، ولا يصح أن يراد أن النار لما ظهرت من طور سيناء ظهرت من ساعير ومن فاران أيضاً، فانتشرت في هذه المواضع؛ لأن الله لو خلق ناراً في موضع لا يقال جاء الله من ذلك الموضع إلا إذا اتبع تلك الواقعة وحين نزل في ذلك الموضع أو عقوبة أو ما أشبه ذلك. وقد اعترفوا بأن الوحي أَتبع تلك (النار التي رآها موسى) في طور سيناء فكذا لابد أن يكون في ساعير وفاران!


(١) هذا الباب هو الأخير من سافر (التثنية)، وفي الآية الأولى منه أن هذه البشارة قالها موسى قبل موته مباركاً بها بني إسرائيل.
(٢) في التراجم الأخيرة سعير، بالكسر، والمراد بها واحد، وفيها زيادة "وأتى من".
(٣) المراد بالسنة الشريعة، وترجمة الجزويت "عن يمينه قبس شريعة لهم" ربوات القدس، وليس فيها ألوف الأطهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>