للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(من المحقق أن تطوير الحياة الإنسانيّة قد قضى منذ عهد بعيد بأن وحدة الدّين، ووحدة اللغة، لا تصلحان أساساً للوحدة السياسيّة، ولا قواماً لتكوين الدول)!

وقد ضمّن كتابه (في الشعر الجاهلي) ما يثبت تلك المسايرة لركب المستشرقين، وردّ عليه الكثيرون!

وكتابه (على هامش السيرة) مثل واضح على ذلك (١) .. وحسبنا أن نذكر تعريضه بنسب النبي، حتى لا يطول بنا الحديث!، قال:

(ونوع آخر من تأثير الدين في انتحال الشعر وإضافته إلى الجاهليّين، وهو ما يتصل بتعظيم شأن النبي من ناحية أسرته ونسبه في قريش؛ فلأمر ما اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون صفوة بني هاشم، وأن يكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف، وأن يكون بنو عبد مناف صفوة بني قصي، وأن تكون قصي صفوة قريش، وقريش صفوة مضر، ومضر صفوة عدنان، وعدنان صفوة العرب، والعرب صفوة الإنسانيّة كلها، وأخذ القصاص يجتهدون في تثبيت هذا النوع من التصفية والتنقية، ما يتصل منه بأسرة النبي خاصة، فيضيفون إلى عبد الله، وعبد المطلب، وهاشم، وعبد مناف، وقصي، من الأخبار ما يرفع شأنهم، ويعلي مكانتهم). (٢)

وفي هذا تعريض بنسب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتحقير من قدره، وتعبير خال من كل احترام!


(١) انظر: (إسلاميّات طه حسين): (على هامش السيرة): ١٧٣ - ٥٦٣ دار العلم للملايين، بيروت، و (محاكمة طه حسين): ٦٠ نقلاً عن كتاب (في الشعر الجاهلي) ٧٢!
(٢) (في الشعر الجاهلي): ٧٢ - ٧٣ دار الكتب المصرية، ط. أولى ١٣٤٤ هـ - ١٩٢٦ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>