للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن كثير: وهذا أبلغ اليتم وأعلى مراتبه (١)!

وقد صحت الرواية بذلك في صحيح مسلم من حديث طويل.

قال ابن شهاب: (وكان من شأن أم أيمن، أم أسامة بن زيد، أنها كانت وصيفةً لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بعد ما توفي أبوه، فكانت أم أيمن تحضنه، حتى كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعتقها) (٢)!

ومكان ولادته - صلى الله عليه وسلم - معروف بمكة مشهور ..

وإن وقوع حوادث كونيّة تخفى على العقول أسبابها في حينها، وعواملها المنشئة، وهو ما نسميه بالأعاجيب، ويُسمّى في مشهور عرف العلماء بالإرهاصات إن وقع قبل النبوة، وبالمعجزات إن وقع في زمان النبوة (٣)، أمر قامت على جوازه ووقوعه الدلائل من النصوص القطعية في الكتب السماوية، والنقول التاريخية التي بلغت في جملتها مبلغ التواتر القاطع، ومن البراهين العقليّة التي تقرّر هذه السنن الخاصة، وقيّوميّة الخالق عز شأنه، وإطلاق قدرته من قيود القوانين، والعادات المعلومة، في حدود مدارك العقول الإنسانيّة، إلى سنن كونيّة، وقوانين للوجود، فوق آمال تلك العقول، تحدث على وفقها تلك الأحداث الكونيّة، والأعاجيب الإعجازيّة، إذا تطلبتها أسابها، وحانت مناسباتها، والله فعّال لما يريد!


(١) السيرة النبويّة: ١: ٢٠٦.
(٢) مسلم: ٣٢ - الجهاد (١٧٧١)، وانظر الأقوال في حادثة وفاة عبد الله في: مصنف عبد الرزاق: ٥: ٣١٧، والحاكم: ٢: ٦٠٥، وابن سعد: ١: ٩٩ - ١٠٠، والروض الأنف: ١: ١٨٠.
(٣) محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ١: ١٠٧ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>