للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} (الأنعام: ١١٢)!

وقال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١)} (الأنعام)!

ووحي الله تعالى إلى أنبيائه قد روعي فيه المعنيان الأصليان لهذه المادة، وهما: الخفاء والسرعة، فهذا معنى المصدر، وقد يطلق على متعلقه، وهو ما وقع به الوحي، أي اسم المفعول!

قال القاضي عياض (١): وفي صدر كتاب مسلم عن الحارث الأعور، فيما انتقد عليه: تعلمت القرآن في ثلاث سنين، والوحي في سنتين، وقوله: القرآن هيّن، والوحي أشد، فظاهر تأويل منكريه عليه أنه أراد به سوءاً، لما علموا من غلوه في التشيع، وادعائهم علم سر الشريعة لعليّ، وتحزبهم من ذلك بما أنكره عليّ، وكذبهم فيه، والظاهر أنه لم يرد هذا، وإنما أراد الكتابة، وأن القرآن كان يحفظ عندهم تلقائياً، فكان أهون من تعلم الكتابة والخط، وبهذا فسره الخطابي!

قلت: جاء في مقدمة صحيح مسلم بسنده عن مغيرة قال (٢): سمعت الشعبي يقول: حدثني الحارث الأعور، وهو يشهد أنه أحد الكاذبين!

وعن إبراهيم قال: قال علقمة: قرأت القرآن في سنتين، فقال الحارث: القرآن هيّن، الوحي أشد!


(١) مشارق الأنوار (وحي).
(٢) مقدمة صحيح مسلم: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>