للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استفرغ قوته في ضغطته، وجهده جهده، بحيث لم يبق فيه مزيد، وهذا قول غير سديد؛ فإن البنية البشريّة لا تستدعي استنفاد القوة الملكية، لا سيما في مبدأ الأمر، وقد دلت القصة على أنه اشمأز من ذلك، وتداخله الرعب!

وقال الطيبي: لا شك أن جبريل في حالة الضغط لم يكن على صورته الحقيقيّة التي تجلى بها عند سدرة المنتهى، وعندما رآه مستوياً على الكرسي، فيكون استفراغ جهده لا بحسب صورته التي تجلى له بها وغطه، وإذا صحت الرواية اضمحل الاستبعاد!

قلت: لم يذكر الجهد في الرواية التي معناها في المرة الثالثة، لكنه ورد عند البخاري في التفسير (١)!

قال العراقي (٢): يجوز في الدال النصب والرفع، فالأول على أن فاعل (بلغ) ضمير يعود على جبريل، أي بلغ جبريل مني الجهد، والثاني على أن الجهد فاعل، أي بلغ الجهد مني مبلغه وغايته!

قال النووي (٣): وممن ذكر الوجهين في نصب الدال ورفعها صاحب التحرير وغيره!

[١٣ - يرجف فؤاده]

قال العيني: أي يخفق ويضطرب، والرجفان: شدة الحركة والاضطراب، وفي المحكم: رجف الشيء يرجف رجفاً، ورجفاناً، ورجيفاً، وأرجف:


(١) البخاري: ٦٥ - التفسير (٤٩٣٥).
(٢) طرح التثريب: ٤: ١٨٨.
(٣) مسلم بشرح النووي: ٢: ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>