للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد بالناموس: هنا جبريل عليه السلام!

وقوله: (على موسى)، ولم يقل على عيسى، مع كونه نصرانيًّا؛ لأن كتاب موسى -عليه السلام- مشتمل على أكثر الأحكام، بخلاف عيسى، وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -!

أو لأن موسى بُعث بالنقمة على فرعون ومن معه، بخلاف عيسى. كذلك وقعت النقمة على يد النبي - صلى الله عليه وسلم - بفرعون هذه الأمة، وهو أبو جهل بن هشام ومن معه بـ (بدر)!

أو قاله تحقيقاً للرسالة؛ لأن نزول جبريل على موسى متفق عليه بين أهل الكتاب، بخلاف عيسى فإن كثيراً من اليهود ينكرون نبوته!

وأما ما تمحّل له السهيلي (١) من أن ورقة كان على اعتقاد النصارى في عدم نبوة عيسى، ودعواهم أنه أحد الأقانيم فهو محال لا يعرّج عليه في حق ورقة وأشباهه، ممن لم يدخل في التبديل، ولم يأخذ عمن بدل، على أنه قد ورد عند الزبير بن بكار من طريق عبد الله بن معاذ عن الزهري في هذه القصة أن ورقة قال: ناموس عيسى، والأصح ما تقدم، وعبد الله بن معاذ ضعيف!

نعم، في دلائل النبوة لأبي نعيم بإسناد حسن إلى هشام بن عروة عن أبيه في هذه القصة أن خديجة أولاً أتت ابن عمها ورقة فأخبرته الخبر فقال: (لئن كنت صدقتني إِنه ليأتيه ناموس عيسى الذي لا يعلّمه بنو إِسرائيل أبناءهم) فعلى هذا فكان ورقة يقول تارة: ناموس عيسى، وتارةً: ناموس موسى. فعند إخبار خديجة له بالقصة قال لها: ناموس عيسى، بحسب ما هو فيه من


(١) انظر: الروض الأنف: ١: ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>