للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النورانية الواردة في الحديث، والتي هي عنوان التكامل المحمدي الذي ينبع من فطرته، والذي هو معجزة الحياة في سلوك الإنسان!

[الأقوال في المراد بالخشية]

جاء في رواية لأبي ذر عن الحموي، والمستملي (خشيت عليّ) بتشديد ياء عليّ (١)!

وهذا -كما يقول الشيخ عرجون (٢): يكاد يوجب اتجاه الفهم إلى أن هذا خطاب استفهامي، حذف منه حرف الاستفهام، يوجهه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السيدة خديجة، إنكاراً تعجبياً لحالها في قلقها ولهفتها على أوبته في موعده الذي ألفت عودته فيه في أوباته كلها من جواره إلى بيته وأهله، ليتزود لعودته إلى جواره!

فإنه لم يعهد في أساليب العربيّة أن يقول الإنسان معبراً عما حدث له، وما يخشاه على نفسه، وهو يخاطب غيره (خشيتُ عليّ) وإنما المعهود في أساليب الفصحى أن التعبير يكون في أسلوب الاستفهام عما في نفس الخاطب، بالنسبة للمتكلم بعبارة (خَشيتِ عليّ) بحذف همزة الاستفهام، وهو حذف سائغ كثير الورود في أصح النصوص العربيّة الفصيحة!

قلت: ومع ذلك فالرواية التي معنا صريحة في عدم تشديد الياء، ومن ثم تدفعنا منهجيّة البحث إلى ذكر أقوال العلماء في المراد بالخشية!


(١) إرشاد الساري: ١٠: ١٢٠، وفتح الباري: ١٢: ٣٧٥ ط. الريان، وشرح الزرقاني: ١: ٢١٢، وانظر: صحيح البخاري: ٩: ٣٨ تقديم أحمد شاكر.
(٢) محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ١: ٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>