للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا تنسكب في الجنان الطمأنينة!

و (الدّين القيم)، دين الأمّة الوسط الخيرة، يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة، وهم يكابدون الحياة الواقعيّة بكل خصائصها، ويزاولون الحياة البشريّة بكل معالمها، والخلافة الأرضية بكل مقوّماتها!

ومن هنا ينبثق منهج كامل للحياة، قائم على ذلك التفسير وما يشيعه في النفس من تصوّرات ومشاعر واتجاهات!

منهج للعبادة!

ومنهج للتلقّي!

ومنهج للتحرّك!

وهو منهج رفيق طليق .. الأرض فيه صغيرة، والحياة الدنيا قصيرة، ومتاعها زهيد قليل .. والانطلاق من هذه الحواجز والشوائب غاية وأمنية .. وليس معنى هذا الاعتزال ولا الإهمال، ولا الكراهية ولا الهروب .. إنما معناه المحاولة المستمرّة، والكفاح الدائم لترقية البشريّة كلها، وإطلاق الحياة البشريّة جميعها .. ومن ثم فهي الخلافة والقيادة بكل أعبائها .. مع التحرّر والانطلاق بكل مقوّماتهما!

يروي الترمذي وغيره بسند صحيح عن أبيّ بن كعب: أَن المشركين قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -: انْسُبْ لنا ربّك، فأنزل الله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)}!

فالصمد: الذي لم يَلِدْ ولم يُولد؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- لا يموت، ولا يورث:

<<  <  ج: ص:  >  >>