للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} قال: ونزل فيهم: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}!

حتى بلغ: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (٧)} (ص)!

ونبصر الحقيقة الأولى في هذا القرآن ذي الذكر!

{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١)}!

ويطالعنا الإضراب في التعبير الذي يلفت النظر:

{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (٢)}!

فهو يبدأ وكأنه انقطاع عن موضوع القسم (١)؛ لأن المقسم عليه لم يذكر، واكتفى بالمقسم به، ثم أخذ يتحدث بعده عن هؤلاء المشركين، وما هم فيه من استكبار ومن مشاقة!

ولكن هذا الانقطاع عن القضيّة الأولى انقطاع ظاهري، يزيد الاهتمام بالقضيّة التي تليه!

وفي مفتتح السورة قسم يدل على أنه أمر عظيم .. وإلى جانب هذا استكبار المشركين ومشاقّتهم في هذا القرآن ذي الذكر، فهي قضيّة واحدة قبل الإضراب وبعده!

ولكن هذا الالتفات في الأسلوب يوجّه النظر بشدّة إلى المفارقة بين تعظيم الله سبحانه لهذا القرآن واستكبار المشركين عنه ومشاقّتهم به، وهو أمر عظيم!

وعقب على الاستكبار والمشاقّة، بصفحة الهلاك والدمار لمن كان قبلهم، ممن كذبوا مثلهم، واستكبروا استكبارهم، وشاقّوا مشاقّتهم، ومشهدهم وهم


(١) في ظلال القرآن: ٥: ٣٠٠٧ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>