للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مات ابن آدم انقطع عمله إِلَّا من ثلاث: صدقةٍ جارية أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له" (١)، وأنفع ما يستمر نفعه إِلى آخر الزمان إِنما هو العلم، ومن أعظم مهماته النصيحة لله ولرسوله ولعباده؛ فلذلك أحببت أن أجمع بعض كلمات تشعر بالنصيحة، فاختصرت من ذلك ألفاظًا جال به الفكر لكن لا يدركها إلَّا صاحب الذوق المطلع على كلام الناس، وهذا أوان الشروع في المقصود، فأقول بعون الملك المعبود:

اعلم أيها الواقف على هذه الكلمات -هداك الله لسلوك طريق السادات- أن الله سبحانه وتعالى فَضَّلَ الإِنسان على جميع المخلوقات، وكرَّمَهُ كما نَطَقَ بذلك الكتاب العزيز الذي أنزله على سيد السادات وكما صرحت بفضله الأحاديث المرويات، إلى غير ذلك مما لا يخفى على أهل الرِّوايات والدِّرايات؛ لأنه خص بخطاب التكليف، وهو الذي عليه المناط.

من أجل ذلك وجب على كل من اتصف بهذا الوصف الشريف أن يتعلم ما يصلح لأمر دينه ودُنياه ..

وأن يكون على بصيرة في أمر عاجله وعقباه ..

وأن يكون يقظًا عالمًا بأن كل شخص يُسأل عن أربع، منها: وعن عمره فيما أفناه ..


(١) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٦٠) من حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>